فضيلة بنموسى فنانة عرفت كيف تدخل إلى قلوب المشاهدين المغاربة بروحها المرحة ولكنتها المراكشية المحببة، كما أنها عرفت بأدائها المتميز للأدوار التي تلعبها، واستطاعت خلال ما يزيد عن ثلاثين سنة من الحضور، مراكمة رصيد فني جميل ومميز، سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما.
عشقت المسرح، وتألقت فوق خشبته، وأصبحت واحدة من نجوم التمثيل والمسرح، فنانة أصيلة أسست لثقافة مسرحية بمراكش، ناضلت فنيا في مسرح الهواة أيام مجده وأبدعت بتألق في المسرح المحترف.
من مواليد سنة 1959 بدرب بنموسى بحي سيدي بنسليمان ، انتقلت إلى عرصة الملاك بالمدينة القديمة وعمرها حوالي سبع سنوات، تلقت تعليمها الابتدائي بمدرسة الكدور، وتعليمها الإعدادي بإعدادية عبد المومن.
الانطلاقة الفعلية لمسارها الفني، كانت سنة 1977 بعد التحاقها بجمعية شبيبة الحمراء، رفقة مجموعة من الفنانين، وبدأت مع مسرح الهواة، وانتقلت إلى الاحتراف سنة 1981، ومنذ ذلك الوقت أصبحت وجها مألوفا لدى المشاهد المغربي خاصة مع “لكنتها المراكشية” التي تميزها، قضت فضيلة بنموسى أزيد من سبع سنوات رفقة فرقة الوفاء المراكشية، إذ شاركت معها في عدة مسرحيات أغلبها كان من تأليف المرحوم عبد السلام الشرايبي، من قبيل الحراز، طمو والذهب، مكسور الجناح، الزواج بالحيلة.
من بحر الهواة الذي انطلقت بوادره مع شبيبة الحمراء والنادي الفني المراكشي كوميديا منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي، إلى بحر الاحتراف، فكانت البداية مطلع الثمانينات من القرن الماضي مع الوفاء المراكشي، فتوالت البدايات رفقة صناع الفرجة بامتياز، فامتطيت صهوة هذا الفن الجميل في زمن الشد والجد، وغصت أغواره، سهوله وجباله دون كلل أو ملل، فكانت ولازالت وردة الإكليل مع ثلة من فرسان الخشبة، فسافرت عبر خشبات المدن والقرى بكل التزام واتزان.
تقول فضيلة بنموسى فيما مضى عندما نكون في جولة مسرحية ينتظر الناس بشوق وصبر كبيرين، أحيانا كانت تعرض أعمال أكثر من مرة ويحضر نفس الجمهور بكثافة، وهذا دليل على عشق الناس للمسرح وقتها، مع الأسف يبدو أن التطور التّقافي والتواصلي أفقد المسرح هذه الطقوس، بحيث أصبح المسرح مثلا يذهب إلى الناس في بيوتهم عوض أن يذهبوا هم إليه، وهذا ما جعل المسافة بين المتلقي والفنان المسرحي تتناءى مع الزمن، كما أن رداءة بعض الأعمال وضعفها ساهما في انفصام العرى بين المسرح وجمهوره، لكن نحاول الآن تكوين جيل جديد سيعيد للمسرح المغربي ألقه وإشعاعه بكل تأكيد، بحيث يعي الفرق جيدا بين المسرح على الخشبة والمسرح في التلفزيون.
تواصل الفنانة المراكشية فضيلة بنموسى، التي تألقت في عدد من الأعمال التلفزية والسينمائية، من قبيل أولاد الحلال، الدار الكبيرة، أولاد الناس، جنان الكرمة، إنسان في الميزان، البرتقالة المرة، وتسترجع بعض الفترات الجميلة التي قضتها بحومة سيدي بن سليمان أحد رجالات مراكش السبعة وحي رياض لعروس، الذي استطاع إنجاب مجموعة من نجوم الفن والمسرح والموسيقى، وتتحسر على بعض الطقوس والعادات التي دخلت في طي النسيان مع مرور الأعوام والأجيال.