إدريس المغلشي
كنت أتساءل دائما لماذا يأتي العدوان الصهيوني صيفا عقب كل زيارة رئيس أمريكي للمنطقة وكأنه يوقع ترخيصا لإبادة منطقة عن آخرها .شيكا على بياض وبدون شروط .بعدما خذلتها الأنظمة واتخذتها ذريعة لتصفية حساباتها الداخلية والخارجية .
آه …يافلسطين كم أنت شقية …!
قدرك هكذا أريد له ان يكون .عشقك جريمة في ظل عالم موبوء بالخيانة والنفاق .وبطاقة هويتك تواطأ عليها الكل فأصبحت شتاتاموزعافي بقاع العالم لاتوحده رؤية ولاهدف. من سوء حظك وقدرك ان يتكلم في سيرتك الجميع محاولين بمساهمات بئيسة الإنتماء إليك وهم يرسمون لك مسارا دون استشارتك او أخذ رأيك.تنازعتك الأيدي محاولة ضمك لصدرها متظاهرين في بعض الأحيان حبا وأحيانا كثيرة شفقة ورحمة .رغم وجعك وآلامك .
ما أكثر المتسولين بقضيتك …!
وماأكثر مدعين الشجاعة والمروءةبقضيتك …!
لقد أصبحت قضية من لاقضية لهم غيرقضيتك…!
الكل يخطب ودك ليخفي فيك خيباته وإحباطاته .أصبحت ذريعة للكل.بل ساحة للمزايدة في العروبة وجسرا يمر عليه الخونة لمصافحة العدو عبر اتفاقية تطبيع ثمنها حريتك وأبنائك ونسائك وشهدائك ودمارك واستنزافك . كقرابين يتودد بها المتخاذلون للصهاينة لعلهم يحوزون على بطاقة عبور نحو فيلق المطبعين الانتهازيين المتشبتين بالكراسي .
ما أثار انتباهي وأنا أتابع صور الدمار والشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الصهيوني على غزة .تدخلا من متصل مغربي فعلا مثير للانتباه وجدير بالتأمل حيث ركز في مداخلته على نقاط تبدو لي ذات أهمية وهي كالتالي :
” الحقيقة المرة التي لاينكرها أحد اننا نحن دائما الضحية واسرائيل الجلاد هي قوية بعدة عوامل أهمها قدرتها على بناء قوتها من خلال التسليح والأهم من ذلك إعداد أبنائها لهذه القوة بهدف تحقيق معتقد خراب الهيكل بينما نحن ابناؤنا الآن يحملون في هذه الساعة بالضبط التي أحدثكم فيها “الطعارج والبنادر ” ومفرقعات و قنابل تزعج الجيران وتهدد سلامة المواطنين لإحياء ليلة عاشرواء التي هي معتقد منحرف ليس له سند شرعي لامن العقيدة ولا من ثقافة بناء القوة .وأتحدى اي نظام عربي ان يجري حوارا مع أبنائه لمعرفة الإشكال الحقيقي الذي تعيشه فلسطين مع الكيان الصهيوني .نحن مغيبون كلية في ظل أنظمة استبدادية الأمر الثاني نحن في عالم يحكمه منطق القوة كما قال العالم الأمريكي” ستانلي” انه عالم تحكمه عصابات ومن له القوة يحكم . فكفى من التنديد والشجب والاستنكار اما آن الأوان للفعل عوض حالة البؤس واليأس التي أصبحنا نعيشها الآن ؟ومن الأمور المستفزة حقيقة ان تسمع ملك البحرين يخاطب رعاياه بمساعدة الدولةالإسرائيلية على ضمان الأمن والإستقرار. يالها من فضيحة مابعدها فضيحة …!
حاكم عربي يصرح أن مواطنيه أصبحوا رعايا لدى اسرائيل . أنظروا إلى اي درجة من الخذلان والإنحطاط أصبحنا نعيش .
لانريدبيانات ركيكة الصياغة ضعيفة المبنى والمضمون تشتم منها رائحة الإنبطاح والخنوع نحن لا نطلب من هذه الأنظمة البائدة سوى فتح الحدود وسترون النتيجة ”
كانت مداخلة قوية مرفوقة بحشجرات لدرجة البكاء في بعض مراحلها مركزة في بنائها وأفكارها .تنم على ان الوطن لازال فيه من الخير مايستحق الذكر والإنتباه وهو دليل قاطع وجواب شافي وكافي يرد على من طبعوا ضد إرادة الشعب مع كيان مغتصب غاشم . بعدما كانوا يقيمون الدنيا ولايقعدونها في الماضي .نراهم الآن وقد ركنوا للصمت واكتفوا ببيان يتيم لايقدم ولايؤخر في المسألة.إنها بصريح العبارة مهزلة مابعدها مهزلة .
أيها المتاجرون بالقضية لقد انتهى زمن البيع ففلسطين لم تعد قضيتكم ..