لماذا لا نتحدث عن المجتمع الفاسد ؟ اليس له من نصيب فيما ينبث به من طفيليات ؟ اليس من العدالة ان نحمله ولو قسطا ضئيلا من مسؤلية ما يقع ؟
في مجتمع مسكون بالهوس بالجنس والتطاول على حقوق الغير ،والخديعة والغش للاستحواذ على ما عند الغير .
مجتمع تمتليء صفحات جرائده اليومية بجرائم العنف والجنس ، مجتمع لا يسلم اطفاله من اقرب المقربين لهم ، مجتمع تعرض على محاكمه يوميا جرائم اعتداء الاباء جنسيا على بناتهم وابنائهم ، اعتداءات الاخ جنسيا على اخته ومحارمه ، تنتشر فيه جرائم زنى المحارم كالنار في الهشيم ، بل وصل به الهوس الجنسي الى نبش قبور الموتى والعبث بالجثت . بل ويفتى فيه بشرعية الاستمتاع بالاموات .
مجتمع بهذه المواصفات هل ننتظر منه ان ينشيء لنا ملائكة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون مايومرون ؟
هل يكفي ان نستعرض عفافنا على صفحات الفايس عند كل هزة من الجرائم الفظيعة ؟ الا تكشف ردود فعلنا المعلنة اننا فعلا نعيش في الزمن والمكان الخطأ ؟ حين نطلق العنان لغرائزنا ان تتحرر من كل مدنية وتحضر وانتماء الى القرن الرابع والثلاتين بعد حمو رابي البابلي .
اليست هي نفس الغرائز التي – يبدو – انها كانت وراء جريمة قتل الطفل عدنان؟
ماذا يعني كل هذا الانفلات وتنصيب انفسنا قضاة نصدر احكام الموت والتقطيع والحرق وبتر الاعضاء واستعمال الخازوق و ….. ؟
نحن حقا في مصحة نفسية جماعية بحجم الوطن ،ننتظر طبيبا للكشف عن ما لحق بنا؟ وتشخيص حالتنا .
محمد أحداف / الرباط