قبل ان نعطي الكلمة للأخضر الجيلالي لكي يخطب فينا ماشاء و لينوب عن الصمت الذي اعتلى أسوار بناية الإدارة بباب الرواح مادام المسؤول الأول ارتضى لنفسه وللمؤسسة التي يمثلها أن ينوب عنه الجيلالي وما أدراك من هو ؟
صاحب ” السنطيحة”و الذي قرر مواجهة الكل لوحده.
فقد ظهر في الآونة الأخيرة كالمنقذ وانتدب نفسه ليتكلم باسم قطاع بأكمله وناطقا رسميا بإسمه ويحصل بشكل حصري على السبق في المعلومة بل وينفرد بشرح بعض المقتضيات ويرد على جميع الإنتقاذات في عز الأزمة والساحة مشحونة بالصراع بل ويحاول جاهدا أن يبرر اخطاءها بشكل فج لينسف النقط وقوتها من الداخل عوض التبني بالمرافعة الواعية. يشرعن للفوضى خارج البعد المؤسساتي. ولم نعد نقف على من له حق الكلام. فالغريب أن تجده يتكلم في الكل فلا إحترام للمسؤولية ولا مراعاة للتخصص. من مطبات الإنحطاط والعشوائية أن تجده يتكلم في كل شيء ،ويفهم في كل شيء، ويرد على كل شيء . اليس هو الجيلالي صاحب الكرامات في زمن عز فيه الإصلاح وتوالت فيه النكبات ولم نعد نقف على حقيقة الأمر.
يحكى والعهدة على الراوي أن الوزارة المعلومة متروكة على المشاع تعمها فوضى المسؤولين ،تميل حيث ما مال انتماء المسؤول رغم وجود “مسامير الميدة ” القابعين في دهاليزها يحركون الوضع وفق مخططات جهنمية ، مهما اشتدت الأزمة ومهما عصفت بضحايا، قادرون على البقاء بعد انجلاء غبار المعركة لهم السند القوي وباقون مابقيت هذه الوزارة ، فمهما بلغت حدة التقاطبات والتقلبات بها تبقى الشلة المعلومة بها مابقي اسم باب الرواح.
انبرى خطيبنا بالوزارة الموقرة في غياب ناطق رسمي ليقوم بدور الوكالة ، ظهر هذا الإسم المستفز منذ أن خرج للساحة ملف التعاقد وشكل ظاهرة هذه المرحلة بامتياز فسلطت عليه الأضواء وسخرت له المنابر من أجل ملأ الفراغ. ظهر لحظة مواجهة كممثل لضمير أسرة التعليم المخالف لكل موقف مطالب بالتصحيح ضد أي إجراء أقدمت عليه الوزارة بشكل منفرد ،من يبحث عن هوية الإسم رغم إيحاءاته الأسطورية المحيلة على دفين بغداد العراقية الأخضر الجيلالي إسم لوحده مستفز يدفعك بفضول شديد للبحث عنه فهو يوحي بمرجعية شرقية تمتح من عراقة التاريخ لتصل إلى ولي الله المتصوف مولاي عبد القادر الجيلالي الإيراني النشأة العراقي المدفن الذي تمتع بكرامات وخلد أشعارا تؤصل لثقافة شعبية مغربية من أجل دواير الزمان. من المحيط الى الخليج ، لكن شخصية مقالنا هذا هو الآخر لايخلو من كرامات مادام ينتمي للمطبخ الداخلي للوزارة باعتباره رئيس مصلحة في العاصمة الإقتصادية ومن المنعم عليهم والذي انتدب نفسه للوقوف ضد التيار مدافعا عن الإدارة وهي إشارة أن باب الرواح لم يعد يمتلك جهازا لتمثيله في ساحة المواجهة فلجأ لمديرية مديونة لانتدابه ليقوم بهذا الدور.
انبرى في ندوة صحفية يقود النقاش أمام مدير إقليمي لايملك في النقاش سوى طأطأة رأس قبل أن ينهي صاحبنا كلامه، وهي صورة أخرى تعزز من تمظهرات الأعطاب والمعايير المقلوبة في إدارتنا الموقرة ،لكن دعونا نقول أن مهما بلغ السند والدعم فلانشك لحظة أن الجيلالي له نقط قوة لا نشك فيها لحظة لكن في زمن وفي حضور مسؤولين ضعاف ،فاختلت المعايير مع كامل الأسف. جاء كلامه بنبرة قوية تنشد إقناعا :
“أيها الناس إسمعوا وعوا ، لقد عمت الفوضى ، وارتفع عدد المناوئين للإصلاح ، فنحن في قطاع حيوي يحتاج لمن يرفع راية التحدي ، ويخطو في نكران للذات نحو الأهداف. لا تلتفتوا للمشاغبين الذي خلناهم معنا في نفس الخندق والصف،فتبين أننا لسنا سواء. إنهم يعطلون عجلة الإصلاح لدرجة التقاعس القاتل. نحن نريد فريقا منسجما متكاملا له نفس الطموح ونفس الهدف. ”
اسمحوا لي كنت أود أن أكمل خطابه من باب الموضوعية لكن تبين لي أنه عام لا يحمل إجراءات ولايعدو أن يكون كمسؤوليه لغة خشب تكرر نفس اللازمة مهما إختلفت الظروف. إنهم لايمتلكون الذكاء من أجل الإبداع في الخطاب فكيف بهم سينجزون ما تتطلبه المرحلة. إنهم بكل بساطة أبواق فقط تردد صدى كلام أسيادهم.
ملحوظة :اعتذر للجميع فقد وجدت صعوبة في الكتابة على هذه الظاهرة وهي راجعة بالأساس ليس للموضوع لكن لنوعيته التي وجدتها غير محفزة بالمرة مع كامل الأسف.
ذ ادريس المغلشي