كما تابعنا البارحة في زمن الكورونا، انهارت الوحدة الأوربية وانهارت العولمة. فلا الأمم المتحدة ولا الاتحاد الأوربي أظهرا تضامنا أو تعاونا في محاربة فيروس كورونا. وبالمقابل، تعامل الغرب الاوربي والامريكي مع الجائحة العالمية تعاملا “وطنيا”. وهذا هو واقع الحال الثالث:
ج- غياب تعاون وتنسيق بين دول العالم في مواجهة كورونا. ولم يتردد بعض ساسة الدول العظمى في وصف الجائحة بالحرب البيولوجية، أوبإضافته لمصدره مثل” الفيروس الصيني”، أو باعتباره سلاحا أمريكيا لتقويض التدفق الاقتصادي للصين وكبح جماح أوربا في قلبها النابض إيطاليا. الكورونا الآن واقع يعلو ولا يعلى عليه. لا يهاب الساسة ولا الحكام، ولا يأب لمدخرات الدول من النفط أو لأسلحة باتريوت أو مقاتلات F35 أو صواريخ S400 . فهو عابر للحدود بدون قيود جمركية أو جغرافية.
د- بهذا الاعتبار بشأن غياب التعاون والتضامن بين الدول، تثار مسألة الأخلاق في المجموعات الجهوية الاقتصادية. فلا حديث الآن إلا عن الحرب: حرب كورونا وحرب أسعار النفط بين الرياض وموسكو. وما يشهده السوق الدولية الآن من إغراق في إنتاج النفط يوميا وخفض سعر البرميل إلى 15 دولار خارج تسعيرة أوبيك يهدد بأزمة اقتصادية لن تساعد في الكشف عن آثار كورونا على امتداد أجيال قادمة في المستقبل، وحتى على اقتصاديات الدول المتعلقة بالدولار كالمملكة العربية السعودية وعلى موازنتها المالية.
( يتبع)
الدكتور عبد الوهاب الأزدي / الرباط