يعرّف معجم المعاني القبّة بأنها كل “بناءٌ مستديرٌ مقوَّس مجوَّف يُعقَدُ بالآجُرِّ ونحوه”، وفي تعريف آخر لها يقول ذات المعجم بأن القبّة هي “بِنَاءٌ سَقْفُهُ نِصْفُ دَائِرِيٍّ مُقَعَّرٌ مِنْ دَاخِلِهِ” مستشهدا على ذلك بقبّة الصخرة التي بناها الخليفة الأموي “مروان بن عبد الملك” فوق الصخرة المقدسة التي عُرِجَ منها بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الملكوت الأعلى ليلةالإسراء والمعراج المباركة…
وفي النموذج المعماري المغربي، القبّة هي الغرفة من الرياض أو الدار البلدية؛ غرفة مستطيلة الشكل أحد بعديها (الطول أو العرض) يكون أكبر من البعد الآخر بشكل واضح وجليّ، كما أن القبّة ـ وجمعها قباب ـ تكون ذات أبواب كبيرة في الغالب الأعم، كما قد تتخللها نوافذ ذات ارتفاع منخفض تسمح بالرؤية نحو الخارج بالنسبة للجالس داخلها…
من خصائص القباب ومميزاتها أيضا أنها تكون متقابلة في ما بينها، وذلك لأنها عادة ما تتوسط البهو أو وسط الدار ذي الشكل المربع، وفي هذا هي تختلف عن شكل بناء الدور والعمارات الحديثة والتي تعتمد على بناء الغرف بطريقة المقص؛ أي أنها تكون في نفس الجهة من ممر البيت، أو حتى في جهتين متقابلتين لكن إحداهما منزاحة عن الأخرى بأمتار ولا تقابلها مباشرة وجها لوجه…
من الناحية العمرانية تنفرد القبة بخصائص تميزها مثل السقف المرتفع والحائط السميك الممتص للحرارة مما يجعلها باردة في الصيف دافئة في الشتاء، كما أن ارتفاع السقف يحد من سرعة انتشار الصوت بما يتيح للناس الحفاظ على خصوصيتهم من خلال أخذ راحتهم في الحديث بكل أريحية واطمئنان…
ومن العادات الاجتماعية الجميلة لدى أهل مراكش قديما أن يدقوا ويطرقوا حيطان القباب أو الغرف التي تربطهم ببعضهم البعض أو حتى الجيران، وقد كان ذلك بمثابة الإشارة التي تحيل على طلب مستعجل يتقدم به الطارق في اتجاه المطروق على أمل استجابة هذا الأخير في أقرب وقت ليلبّي النداء.