شهدت الدورة الحادية والعشرون للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش حدثًا غير مسبوق أثار استياء عدد كبير من الجمهور. خلال عرض أحد الأفلام تفاجأ الحاضرون بمشهد قبلة بين رجلين مما دفع شريحة واسعة من الجمهور العمومي إلى مغادرة القاعة تعبيرًا عن رفضهم لهذا النوع من المشاهد، التي وصفها البعض بأنها دخيلة وغير مقبولة في الثقافة والقيم المغربية.
في المقابل اختار الحضور من الوسط السينمائي والنقاد مواصلة متابعة الفيلم مبررين ذلك بكون السينما وسيلة للتعبير الفني عن مختلف القضايا حتى وإن تجاوزت أحيانًا التقاليد المجتمعية.
هذا الحدث أثار نقاشا واسعا حول الحدود بين الإبداع الفني واحترام الهوية الثقافية للمجتمع المغربي، خاصة أن المهرجان يمثل واجهة المغرب الفنية للعالم وبينما يعتبر البعض أن الفن لا ينبغي أن يصطدم بقيم الجمهور يرى آخرون أن السينما تفتح أفاقا جديدة للنقاش وتساهم في تعزيز حرية التعبير.
تبقى هذه الواقعة بمثابة تحد جديد للمهرجان الذي يسعى للموازنة بين العالمية واحترام خصوصية المجتمع المغربي، ما يفتح المجال للتساؤل حول معايير اختيار الأفلام في الدورات القادمة.