هل يشكل لقاء البارحة بين النقابات والوزارة مرحلة جديدة تنزع فتيل الأزمة وتؤشر لبداية مسار جديد في التفاوض وبداية الاصلاح ؟ لاشك ان نتائج هذه المحطة رغم نوعيتها جعلت بعض المتسابقين يبخسون هذه النتائج رغم تقدمها .لاشك اننا سنبقى متمسكين بالأمل وستشكل مرحلة تبعث للتفاؤل .لأن العدميين عاجزين عن صناعة التفاؤل بالقدر الذي يبدعون في خلق التوثر والعدمية والفراغ .
في قراءة لبيان التنسيق الخماسي للنقابات الأكثر تمثيلية بعد لقاء الامس الاثنين21نونبر2022 والذي جاء متقدما في طرحه على البيان السابق مما ينم عن شعور مسؤول وسلوك منهجي يطرح بحذر شديد كل المؤشرات التي تقدم اجوبة على تساؤلات الساحة . ومن خلال البناء المنهجي والذي ركز في ديباجته على اربع مقاطع إذا شئنا تشريحه بشكل عرضي يهم البناء والهيكل من حيث الشكل .
*المقطع الأول جاء ليربط الحدث المستجد بتاريخ 22نونبر من الشهر بسابقه بتاريخ 14نونبر وكانه يذكر بمضمون اتفاقاته السابقة وهي مطالب أغلبها إما التزامات قطعية محسومة تتطلب بلاغ مشترك إجرائي او مشاريع اتفاقات تحتاج الى مزيد من التجويد والتطوير . والمدخل الذي نحن بصدده في الاعراف النقابية يروم حيازة اعتراف ضمني بسيرورة وضمان ديمومة الاتفاقات دون اللجوء للمحاضر الفرعية وهي تقنية محترفة تسعى لدفع الادارة للتذكير بالتزاماتها وهو امر محمود كما انها تذكر بالنقاش السابق دون الخوض في تفاصيله .
*المقطع الثاني : تم فيه التطرق للعرض الحكومي بكل تفاصيلة وتفرعاته .ويعتبر في الاعراف واخلاق الحوار التذكير بمنهجية العمل ووضع المتتبع والمهتم وفي المقام الاول المعني بمضامين المطالب المرفوعة وترتيبها في النقاش والكيفية التي تم بها ترتيب افكار العرض وتقديمها كمعلومة للمتلقي في سياق الامانة العلمية ان شئنا القول بذلك .
*المقطع الثالث : إظهار موقف النقابات من العرض والتنبية لامرين غاية في الاهمية ان بعض المقتضيات تدخل في اطار العرض الحكومي ولاعلاقة لها بالاتفاقات السابقة من قبيل الدعم والتحفيز للمؤسسات مع ضرورة التدقيق في المعايير وطريقة التدبير وهو امر جد مهم فالبقدر الذي تقدم فيه الوزارة عرضا غير مدرج ترى النقابات انها فرصة لتسجيل فرز منهجي مع ابداء ملاحظات منهجية .
الاهم من ذلك عدم ربط المطالب بالحوار المركزي كمطالب قطاعية تمت معالجة مثيلاتها في قطاعات اخرى دون اللجوء لهذا المعطى وهنا يقصد بالضبط الصحة والتعليم العالي على مااعتقد . فقطاع التعليم ينتظر نفس المقاربة .
* المقطع الرابع : وهو الأهم حيث تقدم النقابات امرين مهمين في المعلومة التي ينتظرها الجميع اولا تحديد موعدا آخر في ظل استمرارية الحوار واستكمال فقراته بالنضج والمسؤولية المطلوبتين تلبية لانتظارات الشغيلة ثانيا الاشارة والتنبيه الى ضرورة الاسراع وعدم التسويف في اشارة واضحة من النقابات بشكل واعي ومسؤول الى ان الاحتقان الموجود في الساحة والمحتضن بطبيعة الحال من طرف النقابات لايمكن وضع حد له الا باجراءات مطمئنة كفيلة بارجاع كل المحتجين والمضربين الى مقرات عملهم وهو امر يتوقف على مدى الارادة التي تتوفر عليها الوزارة وهي تفتح بالمناسبة ورشا هاما اصلاحيا اطلقت عليه اسم خارطة الطريق (2026/2022).