عبد الصادق شحيمة / مراكش
عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش صدر كتاب بعنوان ” التجربة والرؤيا عبدالكريم الطبال نموذجا ” للباحث عبد اللطيف سندباد ، وضع تقديمه العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش / الدكتور عبد الجليل هنوش/ أستاذ مادة البلاغة والنقد الأدبي وصمم غلافه المخرج المسرحي مولاي عبد العزيز ماهر العلوي .
يتكون الكتاب من أربعة فصول هي: التصور المنهجي ( ص23-31 )، التجربة الشعرية (ص35-49 )، الرؤيا الشعرية بوصفها تجسيدا (ص53-78 )، نموذج للتطبيق قصيدة ” مرآة ” للشاعر عبد الكريم الطبال . تتقدم هذه الفصول مقدمة (ص17-19) وتختتم بخاتمة (ص97 -101 ) .
الكتاب عبارة عن قسمين: قسم نظري يتكون من فصول ثلاثة تتمحور حول المنهج ومفهومي التجربة والرؤيا، وقسم تطبيقي يتعلق بتحليل قصيدة مرآة للشاعر عبد الكريم الطبال .
ولتقريب مضامين الكتاب ومحتوياته سأقدم قراءة واصفة أعتبرها بمثابة أرضية للنقاش تليها قراءة نقدية، وبناء عليه سأجعل هذه القراءة قسمين اثنين :
القسم الأول : يصف الباحث في الفصل الأول المعنون بالتصور المنهجي وضعية المنهج ” بالوضعية الإشكال والوضعية القلقة نتيجة لعوامل تتجلى في تغيير مفهوم المنهج من جهة وفي التعسف حين استعماله وتطبيقه على النص الإبداعي وفق تصورات سابقة وخلفيات جاهزة ” ومن جهة أخرى وصلت على حد قول الباحث “في أحايين كثيرة إلى نزوات ذاتية وتأويلات عنيفة تتأسس على رؤية مسبقة ووصفة معدة لا تراعي جمالية وفنية النص الإبداعي” .
ويقدم الباحث نمذجة لتوظيف المناهج في الدراسات النقدية الحديثة والمعاصرة في أربعة أضرب تركز على محاور العملية الإبداعية الثلاثة ( المبدع- النص – المتلقي ) وهي :
1-مناهج تركز في تفسيرها للظاهر ة الأدبية على العناصر الخارجية ،ويجد مصطلح الدراسات التاريخية موقعا مركزيا ضمنها ،إذ يتم من خلالها التركيز على المرسل دونما إيلاء أهمية للرسالة /النص أو متلقيها /المرسل إليه ،وضمن هذا الإطار يركز البعض على سيرة الكاتب وظروفه التاريخية والاجتماعية، بينما البعض الآخر يهتم أهمية كبرى بالجوانب النفسية .
2- ضرب من الاستعمالات المنهجية يدرس بنية النص أي جوانب صياغته الفنية ،ويتم فيه الاهتمام بمكوناته اللغوية في أبعادها الصوتية والمعجمية والتركيبية والأسلوبية والدلالية التداولية . وضمن هذا الإطار تجد هذه المناهج ضالتها في اللسانيات منذ كتاب دروس في اللسانيات العامة إلى الآن .
3-ضرب من الاستعمالات المنهجية يركز على نظرية التلقي ،بحيث يحتل المتلقي موقعا مركزيا له أهميته القصوى .
4-الضرب الرابع والأخير من الاستعمالات المنهجية هو ما سماه الباحث “بإقامة استراتيجية ، وهو ما يسميه البعض بالتكامل المنهجي .