آخر الأخبار

قراءة في كتاب المسرح المغربي قبل الاستقلال – 2 –

كريم الفحل الشرقاوي 

قراءة في كتاب المسرح المغربي قبل الإستقلال
للدكتور مصطفى بغداد.

مرحلة التأسيس :

عند تناوله بالتحليل لمرحلة الـتأسيس أثار الباحث إشكالية التوثيق و ندرة المخطوطات و المصادر ذات الصلة بالتأريخ و التوثيق لمرحلة دقيقة من تاريخ المسرح المغربي مستعرضا تعدد الآراء و تضاربها بشأن سنة 1923 كانطلاقة محتملة للممارسة الحقيقية للحركة المسرحية بالمغرب مؤكدا بأن زيارة الفرق الأجنبية و المشرقية في بداية القرن العشرين كفرقة محمد عز الدين و فرقة فاطمة رشدي و فرقة نجيب الريحاني و بعض الفرق الإسبانية و الفرنسية كان لها دور كبير في انتشار الفن المسرحي في المناخ الثقافي المغربي بشكل عام سواء لدى المهتمين او الممارسين أو الجمهور . إضافة إلى إسهام بعض صالات العرض التي كانت تبنى إرضاء للجالية الأجنبية المقيمة بالبلاد في إنعاش الحركة المسرحية كما هو الحال بالنسبة لمسرح سرفانتس الذي تأسس سنة 1913 و المسرح البلدي بالدار البيضاء سنة 1920 و المسرح البلدي بالجديدة سنة 1925 و كذلك بعض القاعات السينمائية و الساحات العمومية و مسارح الهواء الطلق التي كانت بدورها تستقبل بعض العروض المسرحية في بعض المدن العتيقة .
هذه المدن التي شهدت ميلاد بعض الفرق المسرحية وخصوصا في صفوف قدماء التلاميذ . كجمعية قدماء مولاي ادريس بفاس و الجوق الطنجي للتمثيل العربي بطنجة و الجوق المغربي للتمثيل العربي بالرباط و الجوق السلاوي للتمثيل بمدينة سلا و جمعية قدماء التلاميذ بالدار البيضاء و فرقة المغرب التطواني بتطوان و قدماء ثانوية محمد الخامس بمراكش … و غيرها من المدن المغربية التي عرفت دينامية مسرحية بفعل عوامل خارجية وداخلية لعل أهمها توافد الفرق المسرحية الأجنبية و العربية و بناء المسارح و دور العرض و حيوية النسيج الجمعوي المتمثل في نوادي قدماء التلاميذ الذين لعبوا دورا محوريا في تأسيس الفرق و الأجواق المسرحية التي كانت تنتج أعمالا مسرحية تستند في معظمها إلى نصوص مترجمة أو مقتبسة من الآثار الدرامية و الأدبية الأجنبية و المشرقية على حد سواء .