عبد الرحمن الخرشي
المقطع الأول: خصه الشاعر لإبراز ما في القصيدة من تقابل في المحتوى يثير انتباه المتلقي إلى تداخل حدثين: وفاة السلطان محمد الرابع، وتولي ابنه مولاي الحسن الأول.
المقطع الثاني: تَضمَّن بعض صفاتي المرثي والممدوح على نهج الشعراء القدماء؛ أبرزها رمز الكيان السلطاني صفة( المجد ) على حد تعبير المؤلف.
المقطع الثالث: خُصَّ لتبيان هول واقع صدمة الفراق، وواقع حماس التحدي؛ تحدي الصعاب التي ستواجه السلطان الشاب!.
الجانب الفني والجمالي في القصيدة:
أما الجانب الفني والجمالي المؤسس لقاعدة الإبداع في هذه القصيدة فقد حصره المؤلف في مكونات إيقاعها الخارجي؛ بدءاً من الوزن العروضي؛ أي استعمال الشاعر لوزن الطويل ضرورة؛ لكونه ينسجم مع قدرة هذا البحر على سرد الأحداث، وملاءمته لاستجماع المعاني، ولانسجامه مع الحالة النفسية المضطربة للشاعر، وهو ما انعكس على بنية القصيدة النغمية والعروضية، معتبراً ما لحقها من الزحافات والعلل بمثابة تصوير لنفس الشاعر المتأرجحة بين الاضطراب والانقباض ونقيضيهما الفرح والانشراح انسجاما مع ما تعبر عنه الدلالة، أما القافية والروي فقد وجد المؤلف في القافية المطلقة وما تضمنته من حرف( الراء ) كروي تعبيراً من الشاعر عن الحسرة، وترسيخه مقومات الإيقاع الخارجي في النفس!
وتجاوز المؤلف هذا إلى دراسة أول مكونات الإيقاع الداخلي( التصريع )(6) وبين وظيفته الدلالية والجمالية والإيقاعية في استهلال هذه القصيدة، وفي توزيع خفي داخل ثنايا القصيدة لغاية أو غايات دلالية، ووقف عند ما ورد فيها من تشاكلات الصوت واللفظ أفقيا وعموديا من خلال ظاهرة التكرار الصوتي/الحرفي واللفظي وتأثير ذلك على الدلالة النصية، مما جعلها متناغمة موسيقيا، ومنسجمة في الموضوع، ولم يفته تحديد وظيفتها الإنشادية والنغمية لغاية الإقناع بتوزيعها على جناحي البيت الشعري( صدر – عجز ) في عدة نماذج من القصيدة.
ومما توقف عنده المؤلف دراسة المعجم الشعري للقصيدة حيث وجده يعتمد ألفاظاً تخدم موضوعها وغرضها، وصنفها في حقولها الدلالية، فوجدها محكومة بالتناقض والتضاد في التعبير عن المشاعر( الحزن، الهم ) – ( الفرح ، السرور )، وهذا ما أهل الشاعر للتمكن من لغته وتوظيفها بما يتناسب مع حالته النفسية، كما وقف عند تعدد حقول ألفاظ القصيدة المتناسبة مع القيم الدينية وغيرها، ومع أسماء الأماكن والأعلام، بعد هذا سينتقل الدكتور محمد رشيد السيدي إلى قراءة البنية التركيبية لقصيدة محمد بن إبراهيم السباعي فيجدها تتسم ببنية تركيبية تتسم بسهولة اللفظ، وانسجامها في التراكيب وتنوعها مما كان له أبلغ الأثر من الجانب الدلالي، وعلى مستوى التأثير في المتلقي؛ فالقصيدة قصيدة تعبير عن مشاعر الحزن والهم والفرح والسرور كما أسلفت، وهي تستدعي مشاعر أخرى كالصبر، أما الضمائر فهي في تعاقب وفق ثنائية ضدية؛ طرفها الأول: الزمان: الحاضر المتكلم:( أنا ) أي الشاعر باعتباره يعبر عن ذاته وعن أحاسيسه ومشاعره وأحاسيس ومشاعر قومه فهو الناطق باسمهم في كل حدث جلل مثل هذا، بينما طرفها الثاني: الزمان: الغائب( هو )؛ أي الملك باعتباره التحف الموت ونام نومته الأخيرة.