قطاع وكالات الأسفار بالمغرب،تضرر كثيرا بسبب الجائحة، والحاجة ملحة لخلق تكتلات مهنية مهيكلة وقوية.
قال السيد الابراهيمي.فاعل سياحي ومدير وكالة الاسفار UTRAV بفاس، والعضو الفعال في عدة جمعيات سياحية وطنية ،في لقاء مع الطاقم الاعلامي لمجلة نادي الصحافة، ان وضعية وكالات الاسفار بعد جائحة كورونا تختلف من وكالة الى اخرى، وذلك حسب حجم الوكالة والنشاط المهني الذي تمارسه .
واضاف ذات المسؤول بان الصنف الاول من وكالات الاسفار هو الاكثر تضررا بالجائحة، وهو مايمكن ان نسميه مجازا الوكالات المتخصصة في الحج والعمرة ،حيث تعتمد هذه الوكالات بشكل كلي على الحج والعمرة،كنشاط مهني موسمي.مما حكم عليها بالتوقف نهائيا عن العمل،واغلقت ابوابها طيلة مدة الجائحة،التي استغرقت ازيد من سنتين من الزمن.
واضاف الفاعل السياحي المذكور بان هناك بعض الوكالات التي مازالت مغلقة الى حدود الساعة ،نظرا لتراكم الديون عليها .
امافيما يخص الصنف التأني فهي الوكالات المستقبلة للسياح، Agences réceptives، فهده الوكالات بدورها توقف نشاطها نهائيا ،على اتر اغلاق الحدود المغربية في وجه السياح،وهي في الغالب وكالات كبيرة ومهيكلة ،مما حد نسبيا من تأثير الجائحة عليها ،الا ان طول مدة الاغلاق وحجم المصاريف الثابتة خلق ازمة سيولة كبيرة لديها ويلزمها وقت طويل للتعافي . لذلك يمكن اعتبارها في المرتبة الثانية من حيت الثأتر بالجائحة.
أما الوكالات المصدرة للسياح، Agences out going فقداستطاعت الاستفادة من Portefeuille clients محفظة زبناءها التقليدين عن طريق تحويلهم نحو السياحة الداخلية اضافة الى بيع تذاكر طيران الرحلات الجوية الخاصة، التي نظمت في هدا الاتجاه او في الاتجاه الاخر،لذلك يمكن اعتبار هدا الصنف الاقل تضررا من الجائحة.
بخصوص الوضعية السياحية بمدينة فاس، اشار السيد عبدالعالي الابراهيمي، رغم ان فاس اكبر مدينة عتيقة مسكونة في العالم باسره،وكونها تحتضن جامعة القرويين التي صنفتها اليونسكو وموسوعة غينيس للأرقام القياسية كأقدم جامعة لا تزال تعمل دون توقف على مستوى العالم.
لكن للاسف فاس اليوم زهرة ذابلة ، حالها يستوجب ان نخرج الخنساء من قبرها لتقوم برثاء مآسيها.
فاس عند الحديت عن الوضعية السياحية بها ينتابك شعور بالالم والحسرة لما آلت له المدينة .
السؤال الدي يطرح نفسه بالحاح لماذا ؟ كلما طرح السؤال يجيبك مهنيو القطاع ، بالعشرات من المبررات التي تلقي باللوم على الاخرين وعلى الظروف وهي طريقة سهلة لعدم تحمل المسؤولية. حال مدينة فاس يتحمله بالدرجة الاولى الفاعلين المهنيين بالقطاع،
اليوم الدي سيقرون فيه هدا ويبحتون على الخلل من الداخل ستنطلق قاطرة نمو المدينة باسرع مما تتصور .
واضاف انك إدا اردت بناء مشروع تنموي، بمساحة جغرافية معينة، يبتسم بالاستدامة والتجدد والعطاء المستمر ، لن تجد أفضل من العنصر البشري في حد ذاته ، فهو العقل المخطط والمدبر ، وهو اليد العاملة ، وهو سيد أرضه التي يعيش بها . ولعل المناطق التي حققت نموا اقتصاديا واجتماعيا ، لم تحققه إلا بفضل الطاقة الحيوية الخلاقة لساكنيها، ذلك أن العنصر الرئيسي في عملية التنمية هو العنصر البشري.
وخلص الفاعل السياحي المذكور الى القول بأن مدينة فاس وبحكم موقعها التاريخي والجغرافي، مؤهلة اليوم أن تلعب أدوارا طلائعية في النسيج السياحي الوطني والدولي، من حيث جلب السياح الأجانب من مختلف الجنسيات العالمية، في اطار رؤية سياحية للمدينة تسير وفق خارطة الطريق الجديدة ،لتطوير المنتوج وتأهليه جهويا ودوليا. خاصة ان الجائحة،لقنت المهنيين بالقطاع السياحي درسا كبيرا،مما يتطلب اليوم رسم خارطة طريق، تروم إلى تطوير وتنويع المنتوج السياحي، وإعادة تموقع مدينة فاس كوجهة سياحية مهمة، من خلال العمل على تثمين تراثها الثقافي والحضاري ومواردها الطبيعية . واضاف المهني المذكور بان البحث عن مكامن الخلل و “تسطير مجموعة من البرامج لتقييم الوضعية السياحية ودراستها وصياغة مشروع سياحي يحرك البنية الاقتصادية،اصبح اليوم يفرض نفسه بقوة على جميع المهنيين والمتدخلين بالقطاع.
وشدد السيد الابراهيمي مدير وكالة الاسفار UTRAVعلى دور الفاعلين السياحين في تسويق المنتوج والانفتاح على جميع الشركاء السياحيين، عبر التراب الوطني والدولي وعقد لقاءات متواصلة مع جميع المهنيين، حول تعزيز بنية القطاع والرفع ايضا من حصة فاس من سوق السياحة، وعرج في مداخلته خلال هذا اللقاء التواصلي ان مستقبل وكالات الاسفار يبقى ضبابيا وان 50% من الوكالات الموجودة الان ستختفي في غضون خمس سنوات على ابعد تقدير ، ان لم يعمل مسيروها على مواكبة التحولات الرقمية والمعلوماتية المتسارعة التي يشهدها العالم.
خلال فترة الجائحة ، استشعرنا أنه من الضروري أن نصبح وكالات محكمة الهيكلة ورقمية وان نبدي مرونة كبيرة للتاقلم مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم .
واضاف انه في بعض الأحيان يكون من الصعب رقمنة الموؤسسات بنجاح ، حتى مع وفرة الأدوات والمنصات الرقمية الجديدة.
و يعد الافتقار إلى الدعم الإداري ومقاومة التغيير من العوامل الرئيسية التي تعيق التحول الرقمي.
فتجربة قطاعات اخرى اثبتت انه رغم الاولوية التي يعطيها رجال الاعمال الرقمنة فان ثلتي التحولات تفشل . وهنا تظهر لنا الضرورة الملحة لتكاتف الجهود ، لتبادل الخبرات والتجارب لانجاح التحول الرقمي لقطاع وكالات الاسفار ، ولم لا انشاء تكتلات ذات مصالح تجارية مشتركة وهو اجراء من شانه ان يمكن الوكالات من تجميع أنشطتها من أجل تطوير نتائجها و تحسينها و زيادتها مع الاحتفاظ بالخصوصية الفردية لكل وكالة على حدة .