تعيش جماعة العطاوية التابعة لإقليم قلعة السراغنة منذ ثلاثة أيام على وقع انقطاع متواصل لصبيب الماء الشروب، في مشهد أثار استياءً واسعاً في صفوف الساكنة، التي وجدت نفسها أمام وضع وصفته بـ”الكارثي” دون أي تدخل واضح من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب
ويأتي هذا الانقطاع في وقت حسّاس، حيث تراكمت حاجيات الأسر اليومية وتفاقمت معاناة الحرفيين والتجار، ناهيك عن تأثيره المباشر على الصحة العامة والخدمات الحيوية، خاصة في الأحياء الشعبية والهامشية التي تعتمد كليًا على الربط بشبكة الماء.
يقول السيد عبد الله.م، أحد سكان الزيتونة بالعطاوية:”لم نشهد وضعاً مماثلاً منذ سنوات، لا ماء في الصنابير منذ ثلاثة أيام، ولا أحد يخبرنا بما يجري. لدينا أطفال ومرضى، وشراء قنينات المياه كل يوم أمر مستحيل مادياً.”من جهتها، صرّحت السيدة ف.ع ، ربة بيت، قائلة:”نضطر إلى الاستيقاظ في الفجر علّنا نحصل على بضع لترات قبل أن ينقطع الماء تماماً. تعبنا من هذه المعاناة المتكررة، أين وعود التنمية؟ وأين من دشّنوا محطة التصفية؟”
وتجدر الإشارة أن عامل إقليم قلعة السراغنة قد أشرف خلال الأشهر الماضية على تدشين محطة لتصفية المياه، وهو المشروع الذي أعاد الأمل للساكنة بطيّ صفحة الانقطاعات المتكررة، غير أن الواقع أتى عكس التوقعات، حيث تفاقمت الأزمة مباشرة بعد التساقطات المطرية الأخيرة.ويتساءل العديد من المتتبعين عن مدى نجاعة هذه المشاريع في غياب منظومة فعّالة للمراقبة والتواصل مع المواطنين، خصوصاً في فترات الأزمات.
في ظل هذا الوضع، وجهت فعاليات مدنية وسكان محليون دعوات مستعجلة للمسؤولين الإقليميين والجهويين للتدخل الفوري من أجل إعادة تزويد الجماعة بالماء الشروب وضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات، التي تهدد الاستقرار الاجتماعي وتضعف الثقة في المؤسسات.
ويبقى السؤال معلقاً:هل سيتحرك المعنيون بالأمر لاحتواء الأزمة ؟ أم أن صمتهم سيتحوّل إلى وقود لغضب شعبي قابل للانفجار في أي لحظة؟