قبل الوصول لشرم الشيخ وبدء انطلاق فعاليات قمة الامم المتحدة للمناخ تضمن جدول اعمال القمة المطروح عالميا محورا مهما للغاية له بعد دولى انساني عن تأثير التغيرات المناخية على الحقوق الانسانية للبشر في جميع بقاع الارض، خاصة الدول النامية والمجتمعات الفقيرة لان تلك التغيرات المناخية تؤثر سلبيا على حياة الانسان واستقراره والمأكل والمشرب في الزراعة والمطر والصيد والرعى ومياه الانهار والهواء والمنتجات الزراعية والصناعية في كافة التجمعات البشرية بالعالم دون تمييز كما تؤثر بشدة على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في الدول النامية والصغيرة وعلى رأسها الدول الإفريقية والآسيوية واللاتينية بأمريكا الجنوبية بالرغم من أنها من أقل المشاركين في نشر التأثيرات الضارة بالمناخ.
ووجهت عدد من الهيئات الدولية انتقادات لاذعة وشديدة اللهجة خلال الأيام الماضية للدول الصناعية الكبرى والمتقدمة لانها لم تقم بجهود حثيثة وواقعية على الأرض في مجتمعاتها خلال السنوات الماضية للحد من التاثيرات الصناعية الضارة بالمناخ، مما أدى لاستمرار ارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري والتلوث وتقلبات الطقس واكتفت فقط تلك الدول بحضور الاجتماعات واللقاءات الدولية عن تغيرات المناخ. رغم ان اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير في المناخ عام ١٩٩٢ ثم الاتفاق الدولي الذي تم عام ١٩٩٤وقرارات وتوصيات المجلس الدولي لحقوق الانسان بالامم المتحدة ألزمت كافة دول العالم كمجتمع دولي وكيان واحد وليس الدول الصناعية الكبرى والدول المتقدمة والأوروبية فقط بالعمل الفردي والجماعي معا للحد من تأثير المناخ على البشر وحقوقهم الإنسانية لأن العالم كله يرتبط بمنظومة مناخ طبيعية واحدة.
و تؤثر تغيرات المناخ بشدة على الحق في الحياة لكل البشر بكل دول العالم وشعورهم بالامان والاستقرار في حياتهم اليومية وهذا الحق من أقدس الحقوق الانسانية على الاطلاق التي تضمنتها المواثيق والاتفاقيات الدولية للامم المتحدة التي حرصت على إلزام الحكومات والدول بتوفير الضمانات الكافية لحماية الانسان والحفاظ عليه من التعرض للضرر المباشر وغير المباشر سواء حقه في الأمان الشخصي والمجتمعي والحصول على الغذاء والتمتع بالرعاية وسلامته الصحية. وستؤثر التغيرات المناخية على حياة البشر في كل مناحي الحياة ومنها مايحدث من ارتفاع منسوب البحر وغرق الشواطئ والاراضي المنخفضة وجزر بعدة دول فضلا عن تعرض مناطق اخرى بالعالم للفيضانات والرياح الشديدة ومناطق ثالثة للجفاف مما قد يؤدي لانخفاض انتاج المحاصيل الزراعية وحجم الثروة الحيوانية والتأثير على الصحة العامة خاصة في الدول الفقيرة. وهو مايؤثر على الحقوق التي تضمنتها المواثيق الدولية للامم المتحدة التي وقعتها كل دول العالم وعلى حمايتها واحترامها وفي مقدمتها المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة لعام 1948 التي نصت على انه لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه كما نص العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عام 1966 في المادة الثانية عشرة على حق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى من الصحة بينما نص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية عام 1966 في مادته السادسة على الحق في الحياة باعتباره حقا ملازما لكل إنسان وحماية هذا الحق، والسؤال أين العالم الآن من تطبيق هذه الحقوق الاساسية التي تتعرض لتحديات ضخمة في ظل التغيرات المناخية؟ .