تستعد أجزاء كبيرة من أوروبا الجمعة لفرض قيود جديدة واسعة النطاق للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، بعدما تجاوز عدد الإصابات حول العالم 30 مليونا بينما حذّرت منظمة الصحة العالمية من انتقال العدوى بمعدلات “مقلقة” في القارة.
وستحد بريطانيا التجمعات بينما يتوقع أن تفض فرنسا قيودا جديدة في المدن الرئيسية بينما تواجه حكومات في أنحاء القارة ارتفاعا جديدا في عدد الإصابات بالوباء.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه، إن أعداد الإصابات التي سجّلت في شتنبر يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للجميع.
وأضاف كلوغه في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن، إنه على الرغم من أن هذه الأرقام تعكس إجراء فحوص على نطاق أوسع، إلا أنها تكشف كذلك عن معدلات مقلقة لانتقال العدوى في أنحاء المنطقة.
وسجّلت رسمياً أكثر من 30 مليون إصابة بفيروس كورونا المستجد في أرجاء العالم، بحسب مصادر رسمية. وأحصيت 943086 وفاة من أصل 30 مليوناً و62 إصابة.
وسجّل أكثر من نصف الإصابات في الولايات المتحدة بـ 6.650.570 إصابة من بينها 197364 وفاة، والهند بـ 5.118.253 إصابة من بينها 83198 وفاة، والبرازيل بـ 4.419.083 إصابة من بينها 134106 وفيات، وهي الدول الثلاث الأكثر تأثراً بالوباء.
الحجر الصحي 14 يوما
وسجّلت في إقليم أوروبا الذي يشمل 53 بلدا من بينها روسيا، حوالي خمسة ملايين إصابة رسمية، وأكثر من 227 ألف وفاة مرتبطة بالفيروس بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية. وأكدت المنظمة أنها لن تغيّر إرشاداتها في ما يتعلق بفترة الحجر الصحي، البالغة 14 يوما لأي شخص تعرّض لفيروس كورونا المستجد.
وقالت مسؤولة الطوارئ في فرع المنظمة في أوروبا كاثرين سمولوود: “إن توصيتنا بفترة حجر مدتها 14 يوما قائمة على فهمنا لفترة حضانة المرض والعدوى، لن نراجع ذلك إلا على أساس التغيّر في فهمنا للعلم”.
ووفق “أورونيوز” في فرنسا على سبيل المثال، قُلصت مدة الحجر الصحي الموصى بها في حال التعرّض للفيروس إلى سبعة أيام، وباتت هذه المدة عشرة أيام في بريطانيا وإيرلندا، بينما تفكّر عدة دول أوروبية على غرار البرتغال وكرواتيا حاليا، في تقليص الفترة التي توصي بها.
“ليست فكرة جيدة”
وستعلن سلطات منطقة مدريد، بؤرة الوباء في إسبانيا، قيودا جديدة الجمعة. وقال المسؤول المحلي عن شؤون الصحة انطونيو رويث اسكوديرو، إن الهدف من الإجراءات الجديدة هو تقليص التنقل، وخفض النشاط في المناطق التي يسجل فيها أكبر انتقال للفيروس.
وقالت ماريبيل كيسادا وهي متقاعدة في الخامسة والخمسين، تقيم في حي بويني دي فايكاس لوكالة فرانس برس، إن فرض الإغلاق مجددا ليس بفكرة جيدة للمتاجر ومحال البقالة والحانات الصغيرة والمدارس. فالناس، إذ يعاني من ضغط نفسي كبير لملازمتهم المنزل، والإغلاق كان صعبا للغاية.
وعلقت كريستيان سانث وهي طبيبة في الثلاثين من العمر عند خروجها من عملها في أحد أحياء جنوب العاصمة قائلة: “إرغام الناس على الاختيار بين القدرة على توفير الطعام والعمل، والاهتمام بأنفسهم وأقاربهم توازن صعب التحقيق”.
الموجة2 في النمسا وارتفاع قياسي في فرنسا
وتجاوزت الإصابات في إسبانيا عتبة 600 ألف حالة مع 60 ألف وفاة. وفي النمسا، ستقتصر التجمعات الخاصة في الداخل على عشرة أشخاص فقط. وقال المستشار النمساوي سيبستيان كورتز الذي أشار الأحد إلى أن بلاده تشهد “موجة ثانية” من كوفيد-19: “نسجل ارتفاعا مطردا في الإصابات الجديدة في النمسا”.
وفي فرنسا، سجّلت عشرة آلاف و593 إصابة جديدة بكوفيد-19 في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وهو رقم قياسي منذ أن أطلقت السلطات حملة فحوص واسعة النطاق على مستوى البلاد، التي سجّلت 50 وفاة إضافية بالوباء.
وأعلن وزير الصحة أوليفيه فيران مساء الخميس، أن قيودا جديدة من بينها “احتمال إغلاق الحانات” و”منع التجمعات العامة” ستعتمد في البلاد، ولا سيما ليون (الوسط الشرقي) ونيس (جنوب شرق)، ومرسيليا (جنوب شرق) وغوادلوب (انتيل). والأحد سيقتصر الحضور في جادة الشانزيليزيه في المرحلة الختامية لطواف فرنسا على خمسة آلاف شخص فقط.
ورأى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أنه ينبغي أن تكون هناك صرامة لاحتواء الموجة الثانية، التي قارنها بحدبة الجمل الثانية، ولانقاذ عيد الميلاد وهو من المناسبات الرئيسية في البلاد، ودعا المواطنين إلى احترام حظر التجمعات التي تزيد عن ستة أشخاص في إنجلترا.
“لقاح في الولايات المتحدة في 2021”
ودخلت اللقاحات المستقبلية لمحاربة فيروس كورونا المستجد بقوة، على خط حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء أن أكبر اقتصاد في العالم سيحصل على لقاح في تشرين الأول/أكتوبر، وسيوزع على نطاق واسع على السكان، وتتعارض هذه التصريحات مع آراء خبراء الصحة.
وفي رده على سؤال من الكونغرس، اعتبر روبرت ريدفيلد مدير هيئة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، أن غالبية الأمريكيين لن يمكنهم الاستفادة من اللقاح، حتى “الربع الثاني أو الثالث من 2021”.
وفي نيويورك أرجأت البلدية مرة جديدة إلى 29 سبتمبر أو الأول من تشرين الأول/أكتوبر بداية الموسم الدراسي، لجزء كبير من تلاميذ المدينة.
50 بالمئة من الجرعات ستذهب لـ 13 بالمئة من السكان
واتبعت العديد من الدول الغنية، بما في ذلك المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان، نهج الولايات المتحدة التي وقعت عدة عقود مع مختبرات، لضمان الحصول على أولى الجرعات المتاحة، بحسب تقرير صادر عن منظمة أوكسفام غير الحكومية. وأحصت المنظمة أن هذه البلدان، التي تمثل 13 في المائة من سكان العالم، اشترت بشكل مسبق نصف الجرعات المستقبلية من لقاحات كوفيد-19.
وتعمد هذه البلدان إلى التزود من عدة شركات مصنعة متنافسة كإجراء وقائي، على أمل أن يكون أحد اللقاحات على الأقل فعالاً، لكن التقرير يؤكد على الصعوبة التي سيواجهها جزء من سكان العالم في الحصول على لقاحات في المرحلة الأولى، بينما قاطعت واشنطن مرفق كوفاكس العالمي للقاحات (البرنامج العالمي للقاح المشترك ضد فيروس كورونا المستجد)، الذي وضعته منظمة الصحة العالمية، والذي يفتقر إلى التمويل.