كلمة في حق رجل.
ليس من عادتي إطراء مسؤول وهو يقوم بمهامه المعتادة ،ولست من المداحين الذين يسارعون الخطى لتكييف الخطاب حسب الهوى. لكن أجد نفسي مطوقا بأخلاق الصداقة و نبل الأعراف وأنا أعيش مع مجموعة من الإخوة مغادرة رجل لمهامه على إثر إحالته على التقاعد .للمعلومة علاقتي بالرجل تمتد لأكثر من عقد ونصف. رجل التواصل بامتياز ،اجتماعي بطبعه منفتح على الكل دون خلفية يتناسى الإساءة بسرعة لا تتصور ،متواضع وخدوم. لم تأت هذه المقومات من فراغ فقد تعاملت معه منذ أن كان في الكتابة الخاصة للنائب الإقليمي أنذاك الأستاذ أضرضور ،كما لا أنسى حين كنت أتقفده في مكتب الصحة في أسفل البناية كلما زرت النيابة لابادله التحية ولنتناقش سويا في أمور كثير ، وهو يزاول خمس مهام ،ثم شاء القدر ليغادر المديرية مكرها بعدما ساءت علاقته بفعل فاعل ممن يزعجهم التفوق كمدير لاعدادية الليمون على ما أذكر فتشعب المسار وكأن الظروف ألهمت مناوئيه أعداء النجاح ليفتح له باب المسؤولية على مصراعية فيصبح رئيس مصلحة بمديرية الرحامنة بعد إحداثها ،ثم بعدها يصبح مديرا إقليميا.
الأستاذ العربي الهنتوف يرفع التحدي بتواضع الكبار وينتزع مكانته بشرف. يأسر من عاشره بوفاء ولا يتخلى عن التواصل معك وإنزالك المنزلة التي تستحقها يحفظ الود ولاينسى المعروف بينه وبين الناس. يتمتع بخصال كرم أهل الغرب بمفهوم الجغرافيا المغربية وشجاعتهم.
فعلا هذه سنة الحياة أن يغادر صديق قبل أن يكون مسؤولا الحياة المهنية وصعب أن نستوعب اللحظة لكن تبقى هذه لحظة أحسست فيها بمسؤولية الصداقة وعرفانا لمدة ليست باليسيرة ونحن نتقاسم هموم التعليم ولحظات حميمية مع إخوة آخرين.
صديقي العربي الهنتوف مع حفظ الالقاب لم تعد مسؤولا لكن أقول لك بكل عبارات الود والإحترام هنيئا لك على إكمال مهمتكم بنجاح تحمل في ثناياها إنجازات كثيرة ومتنوعة لن ينساها لكم الإقليم .أحببت أن أخط هذه الكلمات المتواضعة فيءحقكم وفاء لعقد ونصف من العلاقة المستمرة التي لم تنقطع.
هذه نتف ومقتطفات من مسار استرجعتها بذاكرة لا تخون تلك اللحظات الحميمية وأنا أعبر لكم عن سروري وفرحتى كما أقول دائما “الله يكمل السربيس على خير “وها قد تمت والحمد لله فهنيئا لكم استاذي الهنتوف العربي.
ذ ادريس المغلشي.