آخر الأخبار

كل جامعات المغرب متضامنة مع فلسطين  

إدريس الأندلسي 

كل جامعات المغرب متضامنة مع فلسطين  

عميد يسيء الى تاريخ عمداء جامعاتنا 

يوجد بيننا طابور خامس  و سابع يحاول سلب قيم تاريخ تضامن الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني. كانت الجامعات و لا زالت مصنعا للرجال  و النساء الملتزمين  و الملتزمات بقيم التضامن  و الحريات. سهرت الدولة عند بداية الاستقلال على أن يستمر النضال الذي اشتعلت شرارته بفعل طلابي في فرنسا و في المغرب خلال الفترة الإستعمارية. انخرطت كل فئات الطلبة في خلق الإتحاد الوطني لطلبة المغرب منذ بداية عصر الاستقلال.  و كثير هم الطلبة الذين كانوا مؤسسين لاتحاد طلبة شمال افريقيا  و كانوا فاعلين في الحركات الوطنية،  و في تنمية روح المطالبة بالاستقلال.  و أستمر الإتحاد الوطني لطلبة المغرب في نضاله رغم ما  مسه من قمع  و منع . و لكن واقع الحال حول مواجهة هذا الإتحاد إلى صراع ايديولوجي قادته حركات اسلاماوية لا يهمها التغيير بقدر ما يهمها فرض ” نوع من الإيمان  و تقديس بعض أئمة  السلفية ” الممولة بدولار البترول. حاولوا تدجين طلاب جامعاتنا  و لكنهم فشلوا. 

نعم فشلوا مثلما فشلت محاولات أخرى خلال السنين الأخيرة. نعم تراجع دور الإتحاد الوطني لطلبة المغرب  و لكن الحركة الطلابية نفضت عنها غبار الفرقة  و حضرت في كل قضايا الوطن و  الأمة. و ظهر خلال الأسابيع الماضية تمسك الطالب المغربي بإرثه التاريخي  و ذلك وسط جامعة أسست لبناء نخبة في مجال العلوم  و التكنولوجيا.  إنها جامعة محمد السادس للعلوم  و التقنيات التي يوجد مقرها في مدينة بن جرير  و فرعها الكبير في تكنوبوليس القريب من سلا الجديدة. قرر طلبة هذه الجامعة تسجيل لحظة وفاء للشعب الفلسطيني.  قرروا أن لا يكون بين جامعتهم  و بين الكيان الصهيوني أي تعاون.  قرروا أن يظلوا أوفياء، ككل فئات الشعب المغربي لسلوك اجدادهم  و ملوكهم  و علماءهم  و مقاومي الإستعمار.  قرروا أن يحتفلوا بتخرجهم  و نجاحهم الجامعي كما احتفل طلبة عبر العالم  و خصوصا في أمريكا  و أوروبا.  لكن مسيري هذه الجامعة كان لهم رأي  آخر.  منعوا الفرحة الممزوجة بالتضامن ضد جرائم الابادة الجماعية الصهيونية في غزة.  و لن ينجح منع حفل التخرج من التمسك بالوفاء بالقيم الإنسانية  و مواجهة جرائم إسرائيل.  وهذه هي الروح المغربية التي لا تقايض حماية الوحدة الترابية و الوطنية للمملكة بأي تنازل عن موقف بلادنا الراسخ من القضية الفلسطينية. و ليعلم هؤلاء الذين ترهبهم صور التضامن الطلابي مع شعب فلسطين أن الدولة المغربية بكل مؤسساتها تضع القضية الفلسطينية في قلب مواقفها منذ عقود  و عقود. و ليعلموا أن ملك البلاد يعبر بكل الأشكال السياسية  و الدبلوماسية  و التضامنية عن موقف راسخ لدى المغاربة.  و ليعلم كل دعاة التطبيع أن العلاقات الدولية و الدبلوماسية ليست قناعا للتنكر للمبادىء  و المواقف الراسخة. 

و تكشفت سلوكات بعض من يحملون صفة عميد أو من كان يدعي انتماءه للصف التقدمي.  في حرم جامعي يوجد في قلب حي بن مسيك الذي يوجد في قلب ذاكرة المقاومة،  وقف من لا يستحق صفة الأستاذ الجامعي  و صفة العميد ليسجل لحظة عار ستصاحبه إلى الأبد.  يظهر الفيديو، الذي تقاسمه مئات الآلاف من المغاربة،  لحظة رفض ” عميد ” تقديم شهادة تفوق لطالبة لمجرد أنها تحمل رمزا فلسطينيا  يفخر المغاربة بوضعه على اكتافهم  و حول رقبتهم.  الكوفية الفلسطينية أغلى منك أيها الذي لا يمكن الإعتماد عليه في التحصيل العلمي  و الإلتزام بقضايا الأمة. لا أعرفك،  و هذا شرف لي، و من جاورتهم خلال مسارك المهني يعرفون أنك كنت دائما ممن يسعون إلى كرسي  و إلى اقتراف ما اقترفته اليوم. و يجب التذكير أن الدولة المغربية لم توجه أمرا أو رسالة لأي مسؤول ليقترف ما اقترفته. قال وزير العدل السابق مصطفى الرميد، كما قال كل مناضل مغربي من اليسار  و اليمين،  “أنك جبان  و لا تستحق العمادة  و مجرد من الإنسانية ” . و صدر بلاغ استنكاري عن النقابة الوطنية  للتعليم العالي عن سلوكك خلال حفل المدرسة  العليا للتكنولوجيا  و الذي كنت خلاله مجرد ضيف. وقف الكل ضدك و نجح الحفل.  لا أدري إن كان هذا العميد يتابع ما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية  و في جامعاتها  الكبرى من تضامن مع شعب يتعرض لأبشع الجرائم الصهيونية. لو كنت تسعى للنجاة من ورطة أو  سعيا للحصول على منصب أو  الإستمرار في طلب ود جهة ما ،خارجية،  فقد افتضح أمرك. و وجب الدعاء أن يحمي جامعاتنا من التطبيع  و جسم الأساتذة الجامعيين من المهرولين المتنكرين لمواقف سابقة كانت مجرد بحث عن تبرير سلوك وصولي.