إدريس الأندلسي
حملك المغاربة في قلوبهم و فتحوا لك أبواب بيوتهم و نستشهد بمن عاشوا بيننا من الاتقياء و الأوفياء و حتى من غير النزهاء الذين تربوا بك على الغدر ليقتلوا روح الجهاد و يستولون على البلاد. نحن نعرفهم لأنهم عاشوا بيننا و هم أبناء جلدتنا تنكروا مستعملين أقنعة مختلفة. انهم مغاربة و لكنهم جحدوا و جحدوا لأنهم جندوا من طرف فرنسا. هل تعرفون أن من تملك كل السلطات في الجزائر بعد خروج فرنسا مغاربة و على رأسهم إبن مراكش بن بلا و من درس بالأزهر و جند من طرف فرنسا هواري بو مدين أو بو خروبة و غيرهم من أمثالهم كثر . هؤلاء خنقوا الإقتصاد و العقول و اغتالوا كل من قاوم الإستعمار في الاوراس و اسألوا أهل الجهاد إن كنتم لا تعلمون أو ابحثوا او اسألوا عن مصير قيادات غابت في لحظة تولتها أيادي غدر و خيانات. هل تعلمون أن بوتفليقة لم ينجح في مباراة الولوج إلى سلك الأمن في مدينة وجدة لعلة خلقية تتمثل في قصره الذي لا يتجاوز الطول المطلوب.
أبناء الجزائر الأحرار وجدوا أمامهم بعد شهور من الاستقلال كابرانات كرهوا بكثير من الغل الانفصال عن ماما فرنسا. هؤلاء الكابرانات ركبوا قطار الاغتيالات الذي طحن جثث المناضلين و أبناء الشهداء . و سكت من احتل قيادة البلاد عن اغتيال قادة التحرير و أجبر الكثير عن الهروب من بطش اباطرة بلد سماه صحافيو مصر الناصرية ببلد المليون شهيد. جاءت فلول الغدر التي تم استنفارها لتقف في وجه من قاوموا. و أفصح قول عن نظرتهم لثورة الأحرار ما قاله ” نزار” الجنيرال : ” اش من ثورة ؟ “.
إذا تسرب إليكم الشك في هذه القراءة فأسالوا عن مصير ثرواتكم الكثيرة و قارنوا حالكم مع حال دول أخرى لها من الثروات ما هو دون ثرواتكم وعلى الخصوص في الخليج العربي. ملايير الدولارات تم تحويلها إلى كنوز وزراءكم و إلى حسابات كابراناتكم و أعضاء أسرهم في كل جزر الدنيا المسماة بجنات تبييض الأموال و كذلك في حسابات مرقمة في سويسرا. أنتم من أغنى شعوب العالم حسب الأوراق المحاسبية لأن أرضهم غنية و كريمة ولكنكم لا زلتم فقراء و محرومين من أبسط الحقوق الإقتصادية حسب تقارير البنك الدولي و الأمم المتحدة.و يكذبون عليكم و بعضكم يصدق كذب من يستغلكم هو و حاشيته بإسم شعارات مزيفة و يصورون لكم أن عدوا خارجيا يتربص بكم و العدو الحقيقي بينكم و هو الماسك بكل أدوات قمعكم و الزج بأبنائكم في السجون. أما المدللين من أبناء الكابرانات و مستخدميهم في أحزاب صورية فهم المستفيدين من الملايير من العمولات و من الملايير من مداخيل المخدرات الصلبة كالكوكايين و من الصفقات التي تكلف الثكنات الملايير.
و رغم تعيشونه من ظلم و فقر و احتياج يقولون لكم أن الأصل في الأزمة بعض تجار المواد الغذائية. الأصل في ازمتكم يا أبناء الجزائر غرباء زرعتهم فرنسا في تربتكم لكي يستمروا في تقتيلكم و هتك عرضكم و القضاء على طموحاتكم. أموالكم كثيرة و كبيرة لكنها منهوبة . الكابران الأكبر يشتري بملايير الدولارات خردة أسلحة و يوهمكم أن العدو الخارجي سيقتحم أرضكم. منكم من صدق كلامه و لكنكم أصبحتم رهائن لديه. قال لكم أن المغرب يريد احتلال ارضكم و كذب. رفض بطل الاستقلال الملك الراحل محمد الخامس التفاوض مع فرنسا حول ترسيم الحدود. و ترك الأمر لمن كان يعتبرهم أبناء و أخوة. لكنهم نكروا الجميل و تمسكوا بما احتلته فرنسا من تراب لقمع من دعموا بالدم و السلاح إستقلال الجزائر. و ارجعوا إن دب الشك فيكم إلى الأرشيف الفرنسي لتعلموا كيف صنعت خارطة بلادكم على حساب جيرانكم. و التاريخ يشهد خيانة من سمي بالأمير عبد القادر لمن علموه و حضنوه و أراد بهم شرا . و في الأخير خر ساجدا لفرنسا و حمل عشيرته و حريمه لقصر في بلاد النصارى و عاش أميرا بين من دجنوه.
بدأتم حراكا ميمونا و كنتم على بضعة أمتار من السيطرة على قراركم. لم تريدوا أن تكون الدماء شاهدة على مواجهة مع الظالم لأنكم وصلتم إلى وعي تاريخي و رفعتم شعار ” سلمية سلمية” و ارفقتموه بموقف سياسي رفيع ” مدنية ما شي عسكرية “. تؤدون ضريبة النضال بعزم و مسؤولية و لا زال اصراركم عنوان ارادتكم في التغيير. ستنتصرون حتما لأن اعداءكم منهارين و بلغوا من الكبر عتيا و اتباعهم مرضى بالعنف و بغياب أفق على المدى القصير. غدا سيحتفل شعب الجزائر بالشهداء الذين أدوا ضريبة الاستقلال و الذين لا زالوا يكتبون تاريخ الجهاد الحقيقي من جديد و يفضحوا من تاجر و استغل تاريخ بلاد تم احتلالها لمدة 130 سنة من طرف فرنسا و 50 سنة من طرف اتباعها. فاصمدوا و اعرفوا أن اخوانكم في المغرب لا يحملون لكم ضغينة أو حقدا بل محبة و تضامنا.