كوثر التازي صوت مغربي أصيل

تعتبر كوثر التازي احد ابرز الاصوات الغنائية التي انطلقت في سماء الاغنية بصيغة مميزة، بمدينة المحمدية كانت الولادة في وسط فني مهتم بالتراث بمختلف اجناسه، فخالها قد اشتهر بمهارة عزفه على مختلفةالالات الوترية، بينما والدتها التي كانت،الى جانب صوتها الجميل، تهتم بكتابة الشعر والزجل، وبعد حصولها على شهادة البكالوريا التحقت الفنانة كوثر التازي بالمعهد الموسيقي، لتتفرغ بعد دراستها الموسيقية للعمل الفني، فانتجت اول البوم غناءي لها بعنوان ( راحة البال)، ثم تلته مجموعة من اجمل الاغنيات المغربية التي تجمع ،الى جودة الكلمة، اختيار المواضيع التي تتنوع بين الاجتماعي والوطني والديني بصيغة تكاد تخرج عن المالوف من المواضيع المستهلكة، فقدمت اجمل الترانيم الليلية بصوتها الرومانسي الحالم، ترافقه موسيقى بابداعية جمعت بين روعة التاليف و جمالية التوزيع والعزف، كما تغنت كوثر التازي ايضا بطباع الناس المختلفة في المجتمع، وما يتخللها من سلوكيات، محاولة من خلال ذلك ان تلامس العمق الانساني باعذب الانغام التي تسمو بالانسان في سماوات التامل، الى جانب الاستمتاع بنكهة من الطربىالعربي المميز، وهي خاصية في التلحين ووضع الموسيقى تميزت بها الفنانة كوثر التازي عمد وضع اعمالها الفنية، ذلك باعتبارها تتمتع بدراسة موسيقية اكاديمي اهلتها ان تنجز اعمالا فنية غاية في السبك والابداع، الى جانب ذلك، فهي استاذة للتربية الموسيقية بالعديد من المؤسسات الخصوصية بمدينتي الدارالبيضاء والمحمدية، من جهة اخرى، قد سجلت الفنانة كوثر التازي حضورا مميزا من خلال مشاركاتها المتعددة في العديد من التظاهرات والمهرجانات والملتقيات الوطنية والعربية والدولية، فمن مهرجان زناتة ومهرجان عين السبع ومهرجان ابي رقراق، الى مشاركاتها في العديد من المهرجانات في فرنسا واسبانيا، كما زارت مصر قبل اشهر واجرت بعض اللقاءات مع مجموعة من المبدعين المصريين، ومن المؤكد ان هذه الزيارة الفنية ستتكلل بتنفيذ مشاريع فنية لها اهميتها عندما نتحدث عن شباب مبدع طموح من اجل تحقيق ذاته واخذ مكانته فس سماء الابداع العربي بشكل عام، وللاشارة، فالفنانة المغربية كوثر التازي، الى جانب الغناء، فهي الشاعرة التي تكتب نصوص اغنياتها، وهي ايضا الملحنة التي تصوغ وتكتب وتوزع الحانها وموسيقى اغنياتها، وبهذا فهي تكسر من بعض الجوانب موقف الرجل الذي ظل القوة المهيمنة على عملية وضع الالحان للاصوات الغناءية، اذن فالى جانب تميز الفنانة المغربية كوثر التازي بنمطية غناءية شبابية ترتكز على اساس تراثنا الوطني الذي تستمد من كنوزه اروع الايحاءات التي توظفها في جميع اعمالها الفنية، فهي ايضا تنبي عن ميلاد ملحنة في حقل الاغنية المغربية، اما عن اخر اخبارها فهي الان تضع اخر اللمسات لطرح البومها الغناءي الجديد الذي يتضمن تراثيات مغربية تجميع بين كشكول غناءي من التراث الشمالي المغربي الى جانب لون الغناء ( الشكوري)، واغنيات اخرى ستجمعها بمجموعة من شعراء الاغنية المغربية على راسهم الشاعر الغنائي المبدع الاستاذ مصطفى الحراث، هذا ويظل المغرب بلدا خصبا ومعطاءا، ويظل شباب المغرب في كل حقل شبابا مميزا بتعدد مواهبه ومهاراته، ما ينقص فقط هو دعم طاقاتنا الشابة في مختلف حقول الابداع.

احمد رمزي الغضبان / مراكش