كل من فارق الدنيا جراء هذا الوباء الفتاك المسمى ” كورونا أو كوفيد 19 ” كان معزولا، دون أسرة و لا أولاد أو زوجة، انتقل العديد من الناس إلى جوار ربهم في عزلتهم القاسية لوحدهم، منهم من ظل يمني النفس بمشاهدة أبنائه لتوديعهم و شحد همم الزوجة للأمانة التي طرحها الزمان على عنقها.
في عفلة من الجميع داهمنا الوباء الذي قيل في البداية إنه انتقام من الله للصينين الذين يعذبون إخواننا المسلمين ” الإيغور ” قبل أن ينتشر باوربا و يصل إلى المغرب عبر سياح أجانب و مغاربة مهادرين، بل منهم من ذهب في رحلة سياحية ليعود للوطن حاملا معه دون أن يدري سلاحا فتاكا .
مراسيم دفن أموات كورونا تثير الهلع ، صمت قاتل يخيم على المقبرة حيث توارى الجثامين الترى إلى الأبد دون صلاة الجنازة بطقوسها المعتادة و قراءة القران الكريم، خلال وضع الميت في اللحد، و التي استبدلها البعض بدروس للوعظ و الإرشاد يستمع لها المواطنون باهتمام بالغ رغم قساوة الظروف المناخية احيانا، كلها طقوس اختفت مع هذا الوباء اللعين .
الناس الذين يموتون بسبب السرطان يكون لهم ـ رغم التشبث بأمل احياة ـ لديهم استعدادا نفسيا مسبقا، فهم يعرفون أنهم سيرحلون عن الدنيا، ويتعايشون مع الألم، إلا أن فيروس كورونا يداهم المصابين على غفلة، ويخطفهم من الوجود وهم يعانون وحيدين في غرفة منعزلة لا يقترب منهم أحد.
قد يدخل مريض المستشفى ليوم واحد ليغادر الدنيا في صمت رهيب و عزلة يعيش خلالها أجواء القبر لكن بعينين مفتوحتين و إحساس بكونه يشكل مصدر خطر، غير مرغوب فيه،.
الناس يموتون لوحدهم في غرفهم بدون زيارة شخص من أقاربهم وأحبابهم يخرجهم من وحدتهم ويخفف عنهم الألم، الكل يبتعد عنهم ويفر منهم .
إنه الوباء اللعين، متى سينتهي ؟؟ و كيف ؟؟ و ماذا سيخلف من آثار نفسية ؟؟