أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد 19 ، وحذرت الوزارة من ” تجنب أي انتكاسة قد تعيدنا إلى نقطة الصفر من جديد ” ، هذا و دعت وزارة الصحة عموم المواطنات والمواطنين إلى ضرورة الحيطة والالتزام الشديد بالتدابير الوقائية من ارتداء للكمامة بشكل سليم ، واحترام التباعد الجسدي ، وتجنب التجمعات غير الضرورية والحرص على النظافة العامة ، لتفادي تدهور الوضعية الوبائية ببلادنا خاصة في ظل ظهور متحورات جديدة للفيروس تتميز بسرعة الانتشار وانتقال العدوى .
تحذيرات وزارة الصحة لا تجد من يسهر على تطبيقها على أرض الواقع انطلاقا من بعض المواطنين الذين اضحوا لا يعيرون اي اهتمام للوباء سواء برفضهم ارتداء الكمامات او عدم الحرص على التباعد، و الاصرار على تنظيم تجمعات سواء بالمؤسسات التعليمية أو غيرها، في حين تتعامل السلطات المحلية و الأمنية بمكيالين في قضية زجر المخالفين، احيانا تقتحم بعض المحلات، و تتغاضي عن أخرى ، ففي الوقت الذي يتم الحرص على توقيت الإغلاق سواء حين كان مع الثامنة مساء او بعد التمديد إلى غاية الحادية عشرة ليلا، لم يعد التركيز على مراقبة المخالفين لارتداء الكمامات من طرف رجال الأمن و السلطة المحلية وهي أمور لاو لن تصل لما تعرفه بعض الاسواق الاسبوعية القروية من اكتظاظ و اختلاط و كذلك بعض الأماكن بالمدن الكبرى التي تعرف هي الأخرى ازدحاما شديدا.
يحدث هذا في الوقت الذي شرعت العديد من الجماعات الترابية في الاستعداد لطقوس عيد الأضحى انطلاقا من تنظيم الأسواق الخاصة بالاضاحي التي تعرف اكتظاظا كبيرا ، فضلا فتح العديد من المحلات الخاصة لتجارة مستلزمات العيد.
ويذكر أن المغرب عرف السنة الماضية ارتفاعا مهولا في عدد حالات الإصابة مباشرة بعد مناسبة عيد الأضحى، فضلا عن الارتباك الذي حدث في عملية السير و الجولان بعد الحديث عن الإغلاق بعض المدن و غيرها من القرارات التي تم اتخاذها بسرعة فائقة دون إتاحة الفرصة للمواطنين للاستعداد لها.
وزارة الصحة التي تستند في بلاغاتها على قرارات اللجنة العلمية و الطبية، هذه الأخيرة سكتت عن الكلام المباح خلال السنة الماضية و تركت المغاربة يواجهون مصيرهم مع الوباء الفتاك.
لا يعقل أن يتم إغلاق المساجد خلال شهر رمضان و حظر التجول مباشرة بعد آذان المغرب خلال الشهر الفضيل و في نفس الوقت فتح أسواق الأضاحي بعد انصرام شهر و نصف في الوقت الذي تحذر وزارة الصحة من تفشي الوباء.
فهل يمكن للجنة العلمية و السلطة المحلية إلغاء عيد الأضحى ؟؟ أو على الأقل منع إقامة أسواق الأضاحي ؟؟ علما ان المناسبة تقتضي تنقل العديد من الأشخاص الأمر الذي يمكن أن يساهم في تفشي الوباء.
اكيد ان مناسبة العيد من اختصاص أمير المؤمنين، حيث لا زال المغاربة يتذكرون تدخل الملك الراحل لإلغائه ثلاث مرات الأولى بسبب حرب الرمال سنة 1963 الثانية سنة 1981 و الثالثة سنة 1995 هذين الأخيرين بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد و نفوق العديد من رؤوس الماشية الأمر الذي استجاب له العديد من المواطنين باستثناء القليل لم يستوعبوا القرار الملكي.