عولمة بدون بعد إنساني، تكون قد عمقت من الفوارق بين دول المعمور. ونظام اقتصادي بدون بعد أخلاقي، مغرق في الفردانية والتقنية واقتصاد الأعمال. والنتيجة الطبيعية من كل هذا، بروز حروب من الجيل الجديد بأدوات بيولوجية واقتصادية وإعلامية.
على أن حرب كورونا لا تفترق هنا عن حرب أسعار النفط أوعن حرب الإعلام والأخبار المضللة والشائعات. فأطراف النزاع الدولية الرئيسة تسارع عداد الإصابات والوفيات للتموضع في نظام دولي جديد على أنقاض مخلفات كورونا ونتائج اقتصاد عالمي على صفحة بيضاء. ولا غرو أن نجد الآن بعض النظريات التي تربط إحراق شبكات من الجيل الخامس في بريطانيا بانتشار كورونا. هذا بدون دليل علمي طبعا.
ولفظ “حرب” لا يخلو منه خطاب السياسيين والإعلاميين وعلماء البيولوجيا والاقتصاد حتى إن رئيس الوزراء الإسباني اقترح على دول الاتحاد الاوروبي تشكيل” اقتصاد حرب” لمواجهة كورونا. وهو مفهوم جديد يطمح لتدخل نقدي ومشاركة الديون. الأمر الذي تخشاه هولندا، وألمانيا التي رفضت تحمل ديون دول أخرى.
نتيجتان من كل هذا:
١- نحن إذن أمام حرب اقتصادية وبيولوجية. حرب يمكن أن تستخدم كل شيء لخلق الفزع والرعب والتهييء لنظام اقتصادي على انقاض سلفه.
٢-في الحرب تستخدم كل الوسائل والاشاعات والفرضيات بدون سند أو دليل.
من سينتصر في هذه الحرب: المال أم الإنسان؟ التقنية أم الأخلاق ؟
(يتبع)
د. عبد الوهاب الأزدي أستاذ بجامعة محمد الخامس- الرباط.