محمد نجيب كومينة
تعازي الصادقة
كان من المؤسسين الذي تركوا بصمة واضحة الى جانب موهوبين وعصاميين اخرين رحلوا بدورهم كالعربي الدغمي وعبد الرزاق حكم والهاشمي بنعمرو ومحمد احمد البصري ومحمد بنحسن الجندي وعزيز موهوب ومحمد العمري وحمادي التونسي و نعيمة المذكوري و امينة رشيد وغيرهم.
اسسوا التمثلية الاذاعية والتلفزية والتجربة المسرحية في ظروف مادية صعبة، حيث لم تكن الملايير التي يوزعها العرائشي اليوم بعبثية كما توزع فلوس لحرام، و بالخصوص في غياب رصيد سابق Background يمكن البناء عليه والانطلاق منه، وفي غياب بنيات صالحة لانتاج فني.
لقد كانت تجربتهم بطولية بكل المقاييس، مقرونة بالمعاناة، وكان لها دور في تعويد المغاربة على رؤية صورتهم وصوتهم ولهجاتهم، وهذا شئ في غاية الاهمية في حد ذاته كما اكد كل من الطاهر شريعة ونور الدين الصايل مرارا في دفاعهما عن التراكم في الانتاجات الوطنية،. واذا كانت الاجيال اللاحقة قد استفادت من وجود التراكم الذي خلفه المؤسسون، ولم يستطيعوا لحد الان تجاوز تقاليد التشخيص التي وضعوها حتى في السنيما والمسلسلات، فان مايسجل ان هذه الاجيال مالت الى التنكر لهم و اتجهت الى قتل الاب بشكل بشع، لذلك لا يحق للكثيرين اليوم تنظيم حفل طوطمي للتكفير عن الذنب.
المغرب مدين لهؤلاء الرواد الذين لم ينالوا حقهم في حياتهم وعلى الدولة، نيابة عن المجتمع، ان تحرص على تكريمهم بطرق تحفظ كرامة الميت وعائلته وبالاشكال التي تجعلهم جزء من ذاكرتنا بعدما كتبوا صفحات من تاريخ ثقافتنا.