قال احمد عصيد في تدوينة على الفيسبوك، بعنوان “كأس العرب” التي سيفوز بها “العجم”. وزعم ااناشط الأمازيغي ان الأمازيغ والكورد والأقباط والزنوج والأشوريون وغيرهم من القوميات المتواجدة على خريطة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بحتحون على تسمية “كأس العرب” التي أطلقها عرب الخليج على الدوري المنظم حاليا بقطر، أقول عرب الخليج لأن “الفيفا” لم تطلق على الكأس إسم “كأس العرب” بل أسمتها الكأس العربية Arab Cup أو بالفرنسية La coupe Arabe، لكن إخواننا العرب” الأقحاح”، أبناء الجزيرة الصحراوية، ارتأوا تسميتها بـ”كأس العرب” احتفاء بعرقهم وأصولهم و”أنسابهم”، دون أن يهتموا بمشاعر غيرهم من الأقوام، ولا بتناقض التسمية مع الروح الرياضية العالمية لكرة القدم، فتسميات الكؤوس الكثيرة عبر العالم تطلق على أساس ترابي ـ جغرافي وليس عرقي، فهناك “كأس إفريقيا” و”كأس أوروبا” و”كأس أميركا الجنوبية” و”كأس آسيا” و”كأس العالم” إلخ … واضاف عصيد إن “كأس العرب” عبارة عنصرية اختزالية لا تتضمن أي احترام لشعوب المنطقة، التي لها هوياتها وثقافاتها ولغاتها المتعددة والمختلفة التي لاقت اعترافا دوليا بل ودستوريا في بلدان المنطقة نفسها، والتي ليست مستعدة للتخلي عنها إرضاء لأهواء إيديولوجية لا تنتج إلى الصراع والتصادم.
فجاء الرد من الاعلامي المتميز، المناضل محمد نجيب كومينة كالتالي :
مقال ينطوي على تناقض منطقي، اذ يبغي الرد على ما اعتبره نزعة عرقية بخطاب ايديولوجي مغرق في العرقية، ما يبيح وصفه بالمتهافت. نحن نلتقي مع بلدان العالم العربي ثقافيا، باستعمال اللغة العربية المقعدة والدارجة بحمولاتها المتراكمة عبر تاريخ من التفاعل، تاريخ لم نقراه بعد قراءة علمية بمناهج صارمة، ونختلف عنهم بكل تاكيد في نفس الوقت، دون ان ينفي ذلك المشترك،لان المعطيات الانتربولوجية المحلية، بما فيها اللغات واللهجات المحلية، تضفي علينا خصوصيات، تشمل تبيئتنا للغة العربية ونطقنا لها بايقاع خاص (كمراكشي اتحدث اللغة العربية بايقاع الشلحة). الحديث عن الاعراق، ايا كان مصدره، يمثل في تقديري حديثا ايديولوجيا يقوم على اساس افتعال، لان البشر كله، حسب ماتوصل اليه البحث العلمي لحد الان، من هو مو سابيينز، اي من اصل واحد و ليس هناك تمييز ممكن، رغم الادعاءات الرائئجة عن نتائج للبحث الجيني، بين مختلف مكونات البشرية الا تلك التي تترتب عن التفاعل مع المحيط الطبيعي، وباستثناء الجماعات البشرية التي عاشت متقوقعة، فانه يصعب ان تجد جماعات او شعوبا لم تختلط مع غيرها اراديا او بفعل الغزوات والحروب والعبودية …الخ. الحديث عن الاعراق اليوم حديث عنصري لا يمكن ان يغري الا اليمين المتطرف وليس الديمقراطيين المدافعين عن الحريات العامة وحقوق الانسان والتعدديات والحق في الاختلاف. من المؤكد ان تسمية الكاس العربية ادق، لكنها تحيل في النهاية على مجموعة تجمعها روابط ثقافية يطلق عليها العرب، نسبة الى اللغة والثقافة وليس الى العرق، فحتى نبي الاسلام والعربي الاول وفقا للمصادر المعروفة من العرب المستعربة، لان نسبه، بحسب كتب السيرة، يعود الى النبي ابراهيم، اي الى العراق التي سكنتها اقوام غير عربية متعددة،وليس الاكراد وحدهم الذين يتوزعون بين عدة دول اليوم. الخطاب العرقي، كخطاب ايديولوجي، لايؤكد خصوصية هوية، بل يزرع الفتن داخليا قبل ان يثيرها مع نلتقي معهم ونختلف عنهم ثقافيا، و بالامكان اقامة جسور تعاون معهم بما يخدم مصالحنا ومصالحهم على اساس المشترك الثقافي، بعيدا عن خطابات ايديولوجية قومية او اسلامية منغلقة و متوترة ساد ت في وقت معين وان الاوان لتترك مكانها لمنطق المصالح والتعاون والعقلانية والديمقراطية.