كان من اكبر وابرز الممثلين المغاربة. برز بشكل لافت على خشبة المسرح في ستينات القرن الماضي ثم دخل باب السنيما من خلال دوره الرئيسي في فيلم وشمة الذي اخرجه حميد بناني بمعية مخرجين اخرين. قيل وقتئذ ان مطاع هو الممثل الوحيد الذي تلقى اجرا عن دوره، لانه الوحيد القادم من الاحتراف بينما جاء الاخرون من مسرح الهواة، وعلى راسهم المؤلف والمخرج والممثل الكبير محمد الكغاط الذي رحل مند سنوات.
عرف بصوته في عدد كبير من الاشهارات خلال عقود، وبالاخص الوصلات التي انجزتها وكالة شمس لصاحبها نور الدين عيوش، القادم بدوره من المسرح، قبل ان يدخل تجربة المسلسلات التلفزية التي جعلت الجمهور الواسع يعرفه، وبالاخص من خلال شخصية بلفرياط.
لقد كان ممثلا كبيرا وقديرا ولم تتم الاستفادة من قدراته الاستثنائية في ظل هيمنة الرداءة على المسلسلات التلفزية المغربية تاريخيا نظرا لضيق مجال الحريات حتى بالمقارنة مع دول دكتاتورية او استبدادية بشكل سافر ونظرا لضعف قدرات كثير من المخرجين وسعيهم فقط للفوز باموال الانتاج، وايضا نظرا لاسناذ الامور لمن لامؤهلات حقيقية لهم ومن اغرقوا التلفزيون في المغرب في الفساد والزبونية.
ومما يسجل في هذا الاطار ان كل من تعاملوا مع عبد القادر مطاع لم يعملوا على تكييف صوته القوي مع السمعي البصري، بحيث بقي ذلك الممثل المسرحي الذي يرفع صوته كي يسمع الجمهور حواره، وبقيت حركاته ايضا ذات طبيعة مسرحية كما لو انه يتحرك فوق ركح. وهذا ما حدث ايضا مع ممثلين كبار بل وعباقرة كنبيل لحلو ومحمد الجم. ومجد فقد كان المخرج السنيمائي والتلفزي فاشلا في ادارة الممثل بشكل مثير، ولم يكن يرغب في معالجة هذا الفشل. ولم يحدث تطور على هذا المستوى الا في السنوات الاخيرة. وخلال هذه السنوات كان عبدالقادر مطاع، الرجل الانيق في الحياة العادية، قد فقد قدراته وبصره.
تعازي الصادقة.
محمد نجيب كومينة / الرباط