إدريس المغلشي
لاشك ان كرة القدم تؤدي دورا مهما في مجالات متعددة لاينكرها إلا جاحد، مايهمنا نحن من كل هذه الأهداف دورها الديبلوماسي الذي يعرف بمؤهلات الوطن و عراقة تاريخه وان نستثمر كل انجاز للرد على كل من يتربص بوحدتنا الترابية وكل من يزعجه التفوق ويسعى بكل مايملك من أجل نسف كل فرص وحدة الأقطار رغم كل مقومات النجاح فيساهم بذلك في تضييعها بحسابات غيرمسؤولة. لاشك ان كثير من الاحداث التي رافقت حضور المنتخب المغربي لكرة القدم ابانت عن يقظة واعية بكل المحاولات البئيسة التي تستهدف رموز الوطن من خلال رصد بعضها من قبيل نجمة سداسية على سقف بناية تدخل الجمهور المغربي من اجل انتزاعها .وكذلك محاصرة صحفيين مغاربة للمدرب الجزائري لتنزانيا و الرد على ترهاته وخرجاته المدفوعة من طرف النظام الجزائري للتراجع عنها.ويتم التخلي عنه بصورة مهينة خسر فيها كل شيء حتى اخلاق الرياضة .لا احد يقبل اقحام كرة القدم كلعبة شعبية في تصفية الحسابات وتأجيج الصراعات وتأجيل استثمار المشترك بل واغتياله في أروقة ودهاليز سياسة قذرة وعدمية.
حين يعزف النشيد الوطني في أماكن واحداث دولية ترافقه انجازات باهرة .تأخذك نشوة الانتماء على أجنحتها الناعمة لتحلق بك في السماء عاليا ويفوق الوصف قدرة العقل على ماتحمله الذات من المشاعر والاحاسيس في لحظة انتصار الوطن.لكن في خضم هذه الأجواء هناك من يصرعلى تحريفها عن طريقها السوي والعادي .ويجعلها لحظة انتهازية بامتياز ليشرعن للريع والفوضى في ظل هذا الزخم الانساني وجعلها فرصة لامتيازات غير مشروعة وتبرز من جديد الوفود العائلية والأصدقاء والمريدين والاتباع. تحت مسميات عديدة تارة الوفد الصحفي الذي فاق المائة تم نقلهم للكوت ديفوار على حساب المال العام دون أن نرى منهم تغطيةولا تقريرا صحفيا. وتارة اخرى بعناوين متفرقة لاتختلف في مضمونهاعن الأول . حتى المشاركة والفوز لها كلفة نؤديها وبالعملة الصعبة. علما أن هذه اللحظة المفعمة بالمشاعر الجياشة قد تساهم في تغطية واقعنا التدبيري الفوضوي.بل ينحاز الرأي العام للفرجة والترويح كمتنفس متناسيا مشاكله اليومية .فعلا كرة القدم أفيون الشعوب وتستطيع بسحرها ان تهندس لامور تعجز عنها السياسة والسياسيبن .لاحظنا كيف تصنع اغلبية تابعة لحظة الفوز وقد تثور الشعوب في لحظة الاخفاق والفشل .ما اثارني في بطولة افريقيا ان غالبية الدول العربية التي فشلت منتخباتها في انتزاع التأهل للدور الموالي صبت جام غضبها على الفريق والمدرب والمطالبة باقالته مع اعفاء اللاعبين لكن الغريب ان هذا المطلب الموضوعي لانراه بنفس قوة الاحتجاج اتجاه السياسيين الفاشلين .وهنا نتساءل لماذا تغيب مثل هذه المعايير الصارمة المطبقة في لعبة كرة القدم على مجالات اخرى ؟
لو طبقت بنفس الصرامة والنقاش لسجلنا تحسنا ملموسا في المعيش اليومي للمواطن لكن نحن شعوب يستهوينا الترفيه واللعب وتغيب ذات المعايير في الامور الجدية .ستبقى اوضاعنا كما هي مادمنا لم نستطع نقل نفس الاهتمام من لعبة كرة القدم الى مجالات مصيرية اولها السياسة .
ذ ادريس المغلشي .