محمد نجيب كومينة
هذا ما تعرفه اسبانيا قبل غيرها، وما يعرفه العالم الذي يعرف ان اسبانيا بلد اوروبي يفصله البحر الابيض المتوسط و مضيق جبل طارق عن المغرب وافريقيا وان سبتة ومليلية، اللتان تحملان اسماء مغربية عربية، مدينتان مغربيتان محتلتان يطالب المغرب بدون توقف اجلاء الاستعمار عنهما الى اليوم كما طالب بذلك من قبل و حاصرهما مرارا و حاول تحريرهما على مدى خمسة قرون ونيف، وكما انسحبت البرتغال من مكاو الصينية بعد قرون، و انسحبت بريطانيا العظمى من هونغ كونغ، فان اسبانيا ستنسحب لامحالة من المدينتين ومن الجزر المغربية المحتلة.
اشارة المغرب في مذكرته لمجلس حقوق الانسان الى عدم وجود حدود برية بين المغرب واسبانيا تاكيد لواقع وللموقف المغربي الثابت من وحدته الترابية التي لم تكتمل بعد، ولا تتضمن جديدا من شانه اثارة ازمة جديدة مع الجار الاسباني. وحدها الافواه والاقلام الوسخة من يمكن ان تتحدث عن ازمة مادامت تشعر ان ثبات الموقف الاسباني، الذي تم التاكيد بوضوح انه موقف دولة وليس حكومة، من مشروع الحكم الذاتي باعتباره الاساس لحل الصراع الاقليمي القائم فعليا بين المغرب والجزائر، قد غير معطيات كثيرة وجعل المخطط الجزائري الخبيث في المنطقة يدخل مرحلة الانهيار و الفشل المطلق.