أكد الباحث جمال مسرحي، أنه لا توجد سنة أمازيغية، بل هي سنة فلاحية تحييها كل منطقة وفق خصوصياتها، كما نفى وجود تقويم أمازيغي، مضيفا أنه لا علاقة لشيشنق بالتقويم المزعوم، بل الاحتفالات بيناير حسب قوله تتم عندنا على غرار شعوب البحر المتوسط لاستجداء الخصب.
أوضح الأستاذ جمال مسرحي، من جامعة باتنة والمختص في التاريخ القديم، أنه يجب الفصل بين الطقوس والتقويم، فالطقوس الممارسة من قبل السكان المحليين منذ مئات السنين والتي تصب حسبه كلها في رغبتهم الملحة لاستدرار المطر والخصب عموما، مضيفا أنه يجب الاهتمام بها كموروث ثقافي محلي، مطالبا بدراسته انتروبولوجيا لمنحه الأهمية والإمكانات اللازمة لدراسته والحفاظ عليه، لأنه حسب جمال مسرحي يمثل فعلا هويتنا المتأصلة، أما التقويم المستحدث فهو حسب الأستاذ جمال مسرحي من صنع الأكاديمية البربرية بباريس سنة 1980، باقتراح من أحد الهواة والنشيطين الجمعويين وهو عمار نقادي المدعو عمار الشاوي، وهذا التقويم أضحك علينا العالم، وحان الوقت لتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وقال جمال مسرحي في هذا الجانب: “أعتقد أنه أولى بنا أن نبني ثقافتنا على أسس علمية أصيلة لا على شطحات فلكلورية، وأقترح في هذا الصدد اعتماد سنة 204 قبل الميلاد كسنة لبداية التقويم الأمازيغي، لأنها الأنسب لنا، فهي تمثل سنة توحيد المملكتين النوميديتين على يد الملك سيفاقس، أي ظهور الدولة النوميدية الموحدة، وهي النواة الأولى للدولة الجزائرية الحديثة”.
وأضاف جمال أن شيشنق هو ليبي ولد في مصر وأن أباه أيضا ولد في مصر.. وصل أجداده الليبيون إلى مصر كمرتزقة في الجيش المصري، وفي سنة 945 قبل الميلاد عرفت مصر صراعا بين الكهنة والفرعون انتهى بالإطاحة بالفرعون، وبقي العرش شاغرا فاضطر الجيش إلى التدخل وتعيين شيشنق ملكا على مصر في نفس السنة، حيث أسس الأسرة الثانية والعشرين في حكم مصر، وتولى عرش مصر بصورته الفرعونية المصرية، ولا علاقة له حسب جمال مسرحي بالليبيين ولا بالأمازيغ ولا بالجزائر.
أما بخصوص شهور السنة الأمازيغية، فقد أكد الباحث في التاريخ القديم جمال مسرحي، أن الشهور كلها رومانية، وقال إن يناير هو تحريف لاسم يانايروس، وهو رب الأرباب أو إله البدايات كرسه الرومان لشهر جانفي، أما شهر مارس فهو إله الحرب، وهو الشهر الأول الذي تبدأ به السنة، أما يوليو فمأخوذ حسب جمال مسرحي من اسم يوليوس، أي يوليوس قيصر الذي كرّسه قيصر لنفسه، ثم كرّس أغسطس شهرا لنفسه هو الآخر، وهو شهر أغسطس أو أوت، أما سبتمبر فهو من رقم سبعة، وأكتوبر من “أوكتي” ثمانية أي الشهر الثامن، ونبر أي نوفمبر ومأخوذ من رقم “نوف” أي الشهر التاسع، وجمبر ديسمبر الشهر العاشر …الخ، وقال الباحث جمال مسرحي إنه تم الاعتماد على هذا التقويم من قبل يوليوس قيصر سنة 46 قبل الميلاد، واختار السنة الشمسية التي تتكون من 365 وربع يوم، لكنه وجد فيه زيادة بـ11 دقيقة، وهذه الزيادة أصبحت خلال قرون أياما، ما اضطر الأباطرة – حسب جمال – إلى إحداث تعديل في التقويم، وقال جمال مسرحي إن آخر تعديل قام به البابا غريغوريوس الثالث عشر، حيث أعاد التاريخ من الخميس إلى الخميس لتدارك الأيام الزائدة، ومجموع الأيام التي ألغيت منذ اعتماد التقويم هذا هي 12 يوما، وهو التاريخ الذي يحتفل به السكان عندنا، أي يحتفلون بالتقويم الذي أقرّه يوليوس قيصر.. ويسمى بالتقويم اليولياني.
جمال مسرحي