قضى الاستاذ أحمد لخضر غزال ( 1918/2008 )،خمسين سنة من عمره سابرا لأعماق معاجم اللغة العربية ،مدافعا عنها في المحافل الدولية، لتوطيد مكانتها اللائقة بها .
ولد بفاس ونشأ بها، أحب اللغة العربية وعشقها وهام بها ، وكرس حياته للنضال من أجل إعادة الإعتبار لها ، وإرجاع مجدها الذي عاشته في القرون الوسطى عندما كانت لغة الفكر الإنساني العالمي .
كان مؤمنا بقدرة اللغة العربية على التعبير عن سائر متطلبات التواصل والثقافة الانسانية . ولكي يكون قويا متينا في هذه المعركة ، كان عليه أن يدرس اللغة الفرنسية لتتاح له فرصة الترجمة وامكانية النقل والمقارنة البلاغية .
انتقل من أجل ذلك الى جامعة السوربون بباريس ليدرس اللسانيات وفقه اللغة الفرنسية ويحصل على شهادة التبريز ثم رجع الى المغرب ليخوض معركته من أجل تعريب البرامج التعليمية الثانوية والجامعية .
بدأ نضاله بإدخال الحرف العربي الى الآلة الكاتبة، حيث قدم أول آلة كاتبة بالعربية بالمغرب الى الملك محمد الخامس سنة 1958، قب أن يضع معجما علميا عربيا في الفزياء والكيمياء والطب ، ثم وضع معجما آخرللمصطلحات العربية الخاصة بتدبير الإدارة العامة والأشغال العمومية والنظام البنكي .
شغل منصب مدير معهد الدراسات والابحاث للتعريب ، وكان عضوا نشيطا بأكاديمية المملكة المغربية ** ورغم ما بذل من جهود ، وقدم من أعمال ودراسات لتوطيد مكانة اللغة العربية في التعليم العلمي العالي والادارة الترابية المغربية ، فلم يدرك ما كان يتمناه ،ورحل إلى دار البقاء ونفسه متحسرة على مآل لغة الضاد.