قالت جريدة ” لافانغوارديا ” الإسبانية إن التجارب تسير بشكل متقدم حول فاعلية الجيل الجديد من الروبوتات، التي ستسند إليها مهام استكشاف القمر الأحمر، حيث يشتغل فريق من الخبراء والباحثين الدوليين على هذه التجارب بمنطقة أرفود بالخصوص، للتشابه الكبير لطابعها البيئي والجغرافي مع مكونات سطح المريخ.
وتتجلى مهمتهم في تجريب عدد من الروبوتات، والزي الفضائي، وأنظمة التواصل، وقياس درجات الحرارة والرطوبة وسرعة الهواء المفترضة في المريخ.
ورغم أن هناك مناطق صحراوية أخرى بالقارة السمراء تتشابه في الكثير من الجوانب المورفولوجية للكوكب الأحمر، مثل الجزائر وإثيوبيا وبوستوانا، إلا أن الخبراء الدوليين فضلوا إجراء تجاربهم بأرفود، لعدة عوامل، أبرزها، الاستقرار والأمن الذي يتمتع بهما المغرب، حسب تصريحات كمال تاج الدين، نائب رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، المكلف بالبحث العلمي، ورئيس مركز ابن بطوطة التابع للجامعة، للجريدة الإسبانية واسعة الانتشار.
وأشادت الجريدة الإسبانية في هذا الصدد بوجود فنادق مهمة بالجنوب الشرقي للمملكة، تتوفر كلها على صبيب أنترنت مرتفع جدا، الأمر الذي يمكن الفريق العلمي الموجود في أرفود من تقاسم نتائج التجارب التي يحصلون عليها مع باقي المختبرات الفضائية العالمية بطريقة سريعة وآمنة.
ويضم هذا الفريق خبراء عن معاهد علوم الفضاء بعدد من الدول الرائدة في مجال الأبحاث الفضائية، كالولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وفرنسا، وإيطاليا، وسويسرا، وبولندا، والمملكة المتحدة، وهنغاريا، والنمسا، ونيوزيلندا وألمانيا.
وكشف المصدر نفسه أن آخر تجربة قام بها هؤلاء الخبراء بصحراء الجنوب الشرقي للمغرب، بداية دجنبر الجاري، تتجلى في التحقق من إثبات استقلالية “الروبوت” المزمع إرساله لاستكشاف سطح كوكب المريخ.
ويبلغ طول هذا “الروبوت”، الذي يشبه في هندسته شكل العنكبوت، مترين في الطول ومترين في العرض، ويزن 200 كيلوغرام، ويسير بواسطة عجلات. وستكون مهمة هذا “الروبوت” التي نجح افتراضيا في القيام بها في صحراء أرفود، التقاط صور لأدق تفاصيل الأحجار والنباتات الموجودة على سطح الكوكب الأحمر، على مساحة لا تتجاوز 360 مترا.
وتهدف هذه التجارب الافتراضية بأرفود إلى تقييم آثار العوامل والظروف التي سيتعايش معها رواد الفضاء الذين يرغبون في النزول مستقبلا على كوكب المريخ، وقياس مدى قدرة الإنسان على تحمل هذه الرحلة الاستكشافية خارج كوكب الأرض، والتعرف على كيفية التعامل مع مختلف المخاطر المحتملة الوقوع أثناء الرحلة وأثناء الهبوط على سطح الكوكب.
كما يتوخى الخبراء الدوليون، الذين يشتغلون منذ 2013 في أرفود، قياس مدى فاعلية المعدات والآليات الجديدة المصنعة ومدى قدرتها على إنجاح الرحلة الاستكشافية الحقيقية إلى المريخ.