في إطار عقد مجموعة من اللقاءات التواصلية بالجهات مع المكتب التنفيذي في شخص الكاتب العام النعم ميارةبعد انسحاب الاتحاد العام للشغالين بالمغرب من جلسة الحوار الاجتماعي ، وفي لقاء تواصلي جهوي بالمركب الثقافي خريبكة الذي نظم تحت شعار ” ويستمر النضال من اجل حوار اجتماعي جاد ومسؤول” يوم الأحد 6/1/2019، وأمام حضور وازن لمناضلات ومناضلي الاتحاد العام للشغالين من جهة بني ملال خنيفرة ، وبعد كلمات ترحيبية بالعربية والأمازيغية من طرف كتاب الأقاليم، والمنسق الجهوي للشبيبة الاستقلالية، تناول النعم ميارة الكلمة لشرح ظروف وملابسات الانسحاب من جلسة الحوار الاجتماعي والأفاق المستقبلية للعمل النضالي السلمي واهم الخطوات المقررة ضد السياسة الحكومية الحالية.
واختار النعم ميارة عقد لقاء تواصلي مع المناضلين بالجهة بمدينة خريبكة نظرا لرمزيتها باعتبارها مهد الحركة العمالية المغربية ، واسمها مقرون بالاتحاد العام للشغالين منذ 1960 ، بحيث تأسست بها أول المكاتب النقابية ، واستطاعت النقابة أن تحصل على اكبر نسبة في انتخابات مناديب العمال.
وعن الانسحاب من جلسة الحوار الاجتماعي قال النعم ميارة أن الاتحاد العام قرر بحسن نية، المشاركة في الحوار الاجتماعي الذي دعا له رئيس الحكومة، بعد سبع سنوات عجاف، تعرض فيها المواطنون المغاربة بشكل عام، والطبقة الشغيلة بشكل خاص، لمختلف مظاهر القهر الاجتماعي والاقتصادي، عبر هجوم الحكومة على القدرة الشرائية، والارتفاع المهول لأسعار المواد الاستهلاكية، وإلغاء صندوق المقاصة، وإفساد أنظمة التقاعد، وغيرها من التدابير الحكومية اللاشعبية التي كانت لها انعكاسات كارثية على المواطنين،وأضاف أن الاتحاد العام قبل في أول الأمر المقترحات التي تقدمت بها الحكومة، بشرط إعمال مبدأ تعميم الزيادة في الأجر لجميع العاملين في القطاعين العام والخاص، لكن ظهر بشكل جلي أن الحكومة غير جادة بخصوص الحوار الاجتماعي بعدما تفاجأ الجميع بأن مشروع القانون المالي جاء خاليا تماما من أي إشارة للحوار الاجتماعي.
واعتبر النعم ميارة أن الحكومة الحالية مسؤولة عن إفشال الحوار الاجتماعي لأنها غير جادة وغير مسؤولة،فهي غير قادرة على اتخاذ أية مبادرات في صالح المغاربة ، وغير قادرة على تدبير الشأن العام بشكل جيد، وهي عاجزة أيضا عن التجاوب مع انتظارات المواطنين، والوفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها، وهي حكومة التعيين في المناصب العليا بامتياز، حكومة المتناقضات، ابتكرت صناديق الرعاية الاجتماعية وعملت على تجميدها، وعملت على إثقال كاهل المواطنين ، والهجوم على قدرتهم الشرائية، وحرمانهم من الخدمات الاجتماعية الضرورية،وأضاف أن الحكومة الحالية لا تمتلك أي برنامج حقيقي،وفشلت في الورش الجهوي وتفعيل الدور التنموي الجهوية الموسعة وإصلاح التعليم والصحة وتوفير السكن، بل قامت بتفقير الطبقة الوسطى التي تراجعت بنسبة 20 %، وأهملت حقوق العمال بحيث وفي القرن الواحد والعشرين مازالت الشغيلة بالقطاع الخاص تعيش الرق والعبودية.
وأكد النعم ميارة أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لم ينسحب من الحوار الاجتماعي وإنما من جلسة أحس فيها بان كرامة الطبقة الشغيلة تهان، وان الانسحاب جاء كرد فعل ضد “الحكرة ” من الطرف الثاني في الحوار الذي يجهل العمل النقابي ودوره في الاستقرار الاجتماعي وفي صون كرامة وحرية وحقوق الشغيلة المغربية.
وصرح النعم ميارة أن هذه اللقاءات التواصلية الجهوية تعقد في إطار اتخاذ مواقف موحدة في أفق الاستعداد لتغيير هذا “المنكر”، وسيعقد المجلس العام من اجل اتخاذ القرار بشأن الخطوات القادمة ، ولم يستبعد دخول الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في أشكال نضالية سلمية من إضرابات واحتجاجات ضد التعنت الحكومي الذي لا يبالي بحقوق الشغيلة المغربية ، وقال في الختام أن ” خير للطبقة الشغيلة أن ترحل هذه الحكومة”.