إدريس المغلشي
في قراءة عابرة للمشهد الذي جمع الاغلبية أحسست بالغثيان وانا استمع للمداخلات التي احتضنها فندق حسان من خلال أمنائها العامين الذين جسدوا بشكل فعلي ودون أدنى شك أننا أمام صورة كاريكاتورية تعكس درجة الافلاس التي وصل اليها الفعل السياسي. وقد كانت خرجة غير موفقة تسيء الى الاحزاب الثلاثة اكثر مما تسيء الى امنائها .فعلا مانشاهده اليوم نتيجة فعلية للفراغ القاتل الذي تعيشه الساحة بعدما تخلت كل المكونات عن دورها واحتل مكانها أشباه السياسين والنقابيين الذين افسدوا كل شيء ولم يتركوا وراءهم سوى الخراب.
اجتماع الأغلبية بكل مكوناتها كشف عن حقائق لايمكن انكارهاابتداء من التوقيت الذي جاء محاولا اخماد نيران توثر الشارع بعدما وصلت كل المحاولات الى الباب المسدود وظهر جليا ان هذه الحكومة فاقدة للشرعية والنجاعة .لقد ظهر رئيس الحكومة كعادته متعثرا في الكلام بين عطب اللغة العربية وطلاقة لغة موليير بتحفظ شديد دون ان يقدم حلولا بل توضيحاته زادت من تعقيدات الملف وعمقت الاشكال . وظهر جليا اننا أمام باطرونا لايستوعب اشكالات القطاعات وهو يحاول الارتماء بشكل انتحاري في الدفاع عن نظام اساسي بتلك الطريقة المتخلفة لنخلص في الأخير ان اخنوش وبمعيته بنموسى لاعلم لهم بقطاع التعليم وبالتالي الحكومة الاجتماعية مجرد شعار بل كثرة الكلام والشرح في الموضوع دليل على عدم الاستيعاب والحالة ان الأمر يتطلب فقط تصريحا مركزا فيه التزامات واجراءات والحسم في الكلمة المفتاح اسقاط النظام أم تجويده .ويبدو ان ساحة النضال هي من تحدد المصير وليس المفاوضات بين الحكومة والنقابات التي فقدت عامل الجدية والثقة .
لكن امام كل تلك النكسات والخيبات التي حصدها اخنوش لابد من تسجيل نجاح مميز له بعدما استقدم أمناء الاغلبية في اطار ميثاق الشرف للدفاع عن المصالح الحزبية المشتركة والتعبير صراحة عن التضامن . في مثل هذه الوضعيات التي يبدو فيها المكونات في ازمة تواصل واخلاق على حد سواء .
وزير العدل وفي خرجاته المعتادة دائما يقدم نفسه على انه قادر على خلق الاستثناء في كل شيء بل من وقاحته وامتلاكه “للسنطيحة” وهي راس ماله الوحيد أن يصرح بكلام غير مسؤول معتقدا أن بالاسلوب المنحط نستطيع ان ننسف فكرة .
كم كنت وضيعا ياوزير ..! وكم كان اسلوبك في مرافعتك منحطا وأنت تقدم الدليل على انك افسدت بطريقةدفاعك عن انجازات هذه الحكومة اللقيطة التي جمعتها المصالح اكثر من اي شيء آخر .كل الخرجات الغير موفقة لك التي يتذكرها المواطن كلما وقعت في زلة تدين اسلوب تدبيرك وتعلن ان انتهاء صلاحيتك مسألة وقت ليس الا . بينما بدا المتدخل الثالث في وضعية تثير الشفقة وهو يتكلم عن مشاريع بطريقة تحاول انتزاع اعجاب الرئيس وكأنه يقدم (بروفا) سياسية ،ماهذه الوضاعة التي اصبحنا نعاينهامن قبل بعض
” المسؤولين السياسين ” كلام في الهواء بلاقيمة ولا فائدة يعتريه الارتباك والتخبط .فتساءلت مع نفسي هل الواقف امامي فعلا امين عام لحزب عريق .فتأكدت ان الحكم في وطني عام بعدما افتقدنا عنصر الكاريزما الذي يتوافق ويتناغم مع قوة الفكرة وليس منتحلو صفة بالكاد ينطق الكلمة قبل ان تخونه العبارات فيسقط من جديد في ورطة .