إدريس المغلشي
رياضة الملاكمة او الفن النبيل كما يحلو لنا جميعا تسميتها والتي لايعكس عنف النزال فوق الحلبة ولا الضربات القوية فيها وفن المراوغة والرقص لمواجهة الخصم قيما كالاعتراف بالهزيمة وتقديم التحية بانحناءة في الاتجاهات الاربع أو بالفرح دون اهانة الآخر .صدقوني وأنا اتابع تصريح الملاكمة خديجة المرضي في دور الثمن بعد فوزها على الانجليزية شانتيل ريد ، قد اختلط علي الفرح بالشك وانا اتابع كلامها الذي حاول ان يوفق بين لذة انتصارغيرمتوقع و بين الخوف من الهزيمة .فقلت مع نفسي خديجة المرضي بطلة العالم وهي تحاول اخفاء هذا الشعور الذي ظهر فجأة جعلني غير مطمئن لنزالها مع الاستراليةكايتلين باركر (وصيفة بطلة العالم 2023 مصنفة 5) وتساءلت كيف سيكون النزال؟ وأين الجامعة ورئيسها الذي شارك بثلاث ملاكمات فيما غاب الملاكمون الرجال ونحن كنا من بين الدول التي لاتتخلى في مثل هذه المناسبات عن تمثيل مشرف وبعض الميداليات التي اعطتنا تاريخا لازالت الذاكرة تحتفظ به .
اعتذار البطلة خديجة المرضي للجميع وهي تذرف الدموع بعد هزيمتها في ربع النهاية جعلني احترمها اكثر فلايجب بالضرورة ان نقدر من يفوز لوحده بل علينا ان نحترم كذلك من يخفق ويقدم تصريحا واعترافا للكل .صحيح نحن نأمل ان نحقق انجازات في محطات دولية لاسيما في رياضات لنا فيها تاريخ .لكن كيف ؟
يبدوان بعض رؤساء جامعاتناخلدوا في مناصبهم حتى انسونا اسماء وعناوين تلك المؤسسات بل أصبحنا نتساءل هل فعلا نحتاج للتذكير بالمقتضى الدستوري المسؤولية المقرونة بالمحاسبة وتجديد النخب وفق الكفاءة والجدية وليس الولاء والمحسوبية.النتائج الكارثية التي وصلنااليه في هذه المحطة تسائلنا جميعا من اجل القطع مع سياسة الريع والخلود في المناصب . وهناك من يتمتع بمناصب عديدة وبامتيازاتها دون حسيب ولارقيب ولانتيجة تذكر.فلانسمع لامحاسبة ولاتقييم على سبيل المثال لا الحصر السيد فيصل العرايشي والسيد عبدالسلام احيزون وغيرهم كثير .الدول التي تحترم نفسها وتاريخها تعين على راس جامعاتها ابطالا سابقين ومدراء محترفين متمكنين وتتابع اعمالهم خطوة خطوة . اعلامنا الرسمي الذي غاب عنه الحياد والموضوعية لاحظنا كيف نهج سياسة النعامة ولم يقدم الحصيلة السلبية ويطرح على مائدة النقاش الاسباب والدواعي ويستدعي رؤساء هذه المؤسسات والجامعات كما يفعل حالة الفوز وهو يعيد تلك التصريحات عدة مرات حد الملل .أين هم الآن بعدما حصدنا الخيبات ليقدموا اجوبتهم ويدافعوا عن حصيلتهم الهزيلة . التلفزة بكل وقاحة اعطت حيزا اكبر لكرة القدم محاولة تغطية الاخفاقات الأخرى . تصريح خديجة المرضي يعيدنا الى شجاعة وجرأة الرياضي التي يفتقدها مع الاسف المسؤول المدبر والذي كلما حققنا انجازا باهرا رغم انه عابر .قفز للواجهة من اجل اقتناص الفرصة والظهور بصورة البطل وعندما تكون الهزيمة يختفي . نحن نريد مسؤولين كخديجة الراضي تخرج ولاتتردد لحظة الفوز والهزيمة .شكرا لكل الرياضيين الشرفاء الذي يمتلكون جرأة المواجهة في السراء والضراء عكس بعض مسؤولينا الفشلة .
ذ .ادريس المغلشي .