سبق للمجلس الجهوي لجهة مراكش آسفي أن أعلن عن برنامج تأهيل مراكز الجماعات الترابية بالوسط القروي 2023-2027، وذلك تحت إشراف والي ورئيس جهة مراكش آسفي، هذه المبادرة التي تسهر عليها اللجنة الجهوية للإشراف والتتبع، ويتمثل الهدف من هذا البرنامج في تأهيل الطرق وتهيئة المساحات الخضراء والساحات العمومية ومرافق القرى، بالإضافة إلى تزويد مراكز الجماعات الترابية بالمرافق الضرورية وتجويد إطارها الحضري الشامل، حيث رصدت له ما يعادل 900 مليون درهم بمساهمة مهمة من مجلس جهة مراكش آسفي بقيمة 350 مليون درهم.
هذا وقد تقدمت مختلف الجماعات بطلباتها للاستفادة من هذا البرنامج، حيث سيتكفل المجلس بجميع تكاليف تهيئة المراكز التي سيتم اختيارها، هذه الطلبات التي كانت خاضعة لمجموعة من الشروط، غير أن جماعة أيير لم تكن من ال 12 جماعة التي استفادت من هذا البرنامج.
وللإشارة فقد استفادت جماعتي البدوزة وأحد احرارة من هذا البرنامج، وبالتالي فالمجلس الجهوي هو من سيتكفل ماديا بهذا المشروع، أي أن جماعة البدوزة وأحد احرارة لن تنفق درهما واحدا لتأهيل مراكزها، وذلك عكس مركز جماعة أيير الذي سيكلف خزينة الجماعة أموال مهمة، ولكن ما السبب في عدم استفادت جماعة أيير من هذا البرنامج؟.
السبب في ذلك راجع لعدة عوامل منها ما هو اقتصادي، اجتماعي وسياسي، ويبقى العامل الأبرز هو غياب التنسيق بين الموظفين و المنتخبين بهذه الجماعة، حيث يقتصر دورهم في القيام بالمهام التقليدية في الإدارات الكلاسيكية بالتوقيع على الأوراق وابداء الموافقة أو الرفض على مقررات المجلس وقرارات الرئيس.
ذلك عكس جماعة البدوزة مثلا التي تتوفر على إدارة لا بأس بها وقيادة سياسية تستطيع أن تجلب ما أمكن من مصالح لجماعتها رغم ضعف ميزانيتها، والدليل على ذلك أنها قامت بإنجاز ملف متكامل مدعوم بالوثائق والمستندات والدراسات استطاعت من خلاله إقناع اللجنة الجهوية للإشراف والتتبع، عكس القيادات بجماعة أيير الذين يفتقدون مع كامل الأسف للحنكة والدبلوماسية السياسية التي تمكنهم من نهج دور ترافعي لجلب مصالح للجماعة، علما بأن نواب مجلس جماعة أيير ورئاسة مجلس الجهة ينتمون إلى نفس الحزب السياسي (البام).
إن غياب الدور الترافعي لرئيس جماعة أيير ونوابه، وافتقاد الدبلوماسية السياسية يكلف هذه الجماعة خسائر مادية كبيرة، ويعطل مسلسل التنمية بالمنطقة ولا يساير التوجهات الاستراتيجية للسياسة العامة للدولة، والدليل على هذا القول هو عدم إقناع ملف جماعة أيير اللجنة الجهوية للإشراف والتتبع، وبالتالي فإذا كان مركز جماعة أحد حرارة والبدوزة ستتكفل بها خزينة المجلس الجهوي، وبالتالي فلن يخرج من خزينة هذه الجماعات درهما واحدا، فإن خزينة جماعة أيير ستصاب بداء الفقر، لأنها هي من سيتكفل ماديا بتهيئة مركزها.