حركة غير عادية شهدتها مستعجلات المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش الساعة تشير إلى العاشرة من ليلة الثلاثاء 25 أكتوبر الجاري و التي تصادف الرابع من شوال حيث إستأنفت الخمارات و محلات بيع الخمور لغير المسلمين !! عملها أغلب الوافدين للمرفق الصحي سكرى تعرضوا لحوادث سير أو عراك سواء بالأيدي أو الاسلحة البيضاء.
سيارات الإسعاف التابعة للوقاية المدنية أو الجماعات القروية و سيارات الأمن التابعة للدوائر الأمنية تحج للمكان وكأن الأمر يتعلق بحادثة سير خطيرة بين حافلات لنقل المسافرين ما أن بارح المصابون السيارات حتى تتمايل أجسامهم من الثمالة سب و شتم هنا و هناك الكل يرغب في العلاج قبل الآخر .
بمدخل المستعجلات رجال الأمن الخاص يحاولون فرض النظام بتوجيه المصاب إلى مكان الإستقبال قبل عرضه على الطبيب لمعاينة نوع الإصابة و تحديد الاختصاص بين كسر العظام و رتق الجروح أو التسمم و العلاجات الأولية و… في هاته الليلة لم يسلم رجال الأمن الخاص و لا الأطر الطبية الغير كافية من التعنيف اللفظي للمصابين و الحاط من الكرامة .
إسترق سمعي آهات و حسرة بعض المصابين من النساء و الشيوخ و الذين يرددون “كون غير بقى سيدنا رمضان” ” آش واقع اليوم فمراكش” و بالجانب الآخر من المشفى يفترش العشرات من الأشخاص الأرض بين نوم و يقظة بإنتظار دورهم لعيادة أحد الأطباء الأخصائيين في الصباح أو الأيام القادمة لعلهم يظفرون بسرير فارغ بالمستشفى من أجل إجراء عملية جراحية .
عقارب الساعة تشير إلى الثانية صباحا العدد في تزايد العياء ينخر جسد الأطر الطبية والمرضى معا و الدماء تلطخ الجدران و الأرضية مما يعجل بتدخل طاقم النظافة لمباشرة عمله ما إن ينتهي هذا الأخير حتى تعود دار لقمان لما هي عليه و تتعالى عبارات السب من السكارى و المرتفقين دون كلل أو ملل.
غادرت المرفق الصحي و لسان حالي يردد قوله تعالى [إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ].