إدريس الأندلسي
توصلت بصور جد مستفزة و بلاغ من جمعية ذاكرة آسفي تبين اعتداء سافر على ساحة الاستقلال المجاورة لقصر البحر. ورش يفتح بهذه الساحة و أسلحة الدمار المعنوي تتجسد في أعمدة خرسانية تتحدى التاريخ و السياسة و الثقافة بل و حتى ظهير سلطاني يرجع إلى سنة 1922 . قصر البحر معلمة برتغالية مصنفة كتراث وطني منذ قرن من الزمان تعيش على إيقاع زمن أصبح فيه إطار إتخاذ القرار بين أيدى قد تكون قد تأثر مسارها الشخصي بغياب القدرة على التعلم و حتى على التمييز.
الصور تبين إلى أي حد وصل الاستهتار بالمآثر التاريخية. بالأمس كانت معلمة دار البارود ستحول إلى مكتب لتصحيح التوقيعات، و اليوم تقف اصنام من الحديد و الأسمنت مهددة بوصول التهديد إلى درجة الفعل و فرض الأمر الواقع. من المسؤول و من المخالف و من و من أدخل مدينة اسفي في عتمة غياب الحضور عن إعادة المدينة العتيقة إلى وهجها التاريخي. مدينة كلها صفحات من التاريخ تتعرض أسوارها و ساحاتها و معالمها لكثير من الإهمال. مثقفو المدينة كثيرون و لكن الممارسة السياسية أبعدت جلهم عن التأثير على من حلوا بالمدينة و لم يمتلكوا ملكة الحفاظ على رأسمال معماري و لامادي. بالقرب من آسفي عاشت مدينة الصويرة عملية كبيرة مكنت من إعادة وهج المدينة القديمة و الأمر كذلك بالنسبة للأحياء البرتغالية لمدينة الجديدة.
القضية خطيرة و أمر إيقاف مهزلة الأشغال التي ستغير ملامح ساحة الاستقلال و معلمة قصر البحر. الأمر يتطلب تدخلا عاجلا لوزارة الثقافة و لعمالة المدينة و لكافة جمعيات المجتمع المدني. كثيرة هي الجمعيات التي تضامنت مع جمعية ذاكرة آسفي و كافة مثقفيها و أبنائها الغيورين على تاريخ و ذاكرة و ضرورة تغيير التعامل مع الإرث التاريخي بكثير من الوعي. مدينة اسفي التي حظيت بعناية ملكية خاصة منذ سنوات لن تستسلم أمام الاعتداء على موروثها الثقافي. و لا يمكن الشك في إيمان الغيورين على هذه المدينة بقوة الحق و القانون في بلادنا لحماية كل المعالم التاريخية.