أفادت أرضية المائدة المستديرة، حول الصحية العقلية و الرفاهية بمىاكش، أن ” اليوم العالمي للصحة النفسية، يعتبر مناسبة للوقوف على وضعية الصحة النفسية بجهتنا، والبحث عن شراكات مسئولة وناجعة بين مختلف الفاعلين المتدخلين في هذا القطاع الصحي، مؤسسات ومهنيين ووسائل الإعلام، وهيئات المجتمع المدني، من اجل توفير العيش الكريم لمن يعاني المرض النفسي أو العقلي.
فجميع الهيئات الفاعلة المشاركة تواكب التقدم الحاصل في مجال الصحة النفسية والعقلية.
يعتبر هذا اليوم نقطة انطلاق لمعرفة أفضل لقطاع الطب النفسي، ويعد البحث العلمي والتواصل الفعال والتضامن أهم المحاور التي تقوم عليها هذه العملية.
في هذا الإطار نبرمج مائدة مستديرة يوم السبت 22أكتوبر 2022 بالمركز النهاري النسيم بمراكش، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، لمناقشة
وضعية الصحة النفسية بالمغرب وبجهتنا على الخصوص، والتي أنجزت حولها العديد من الأبحاث منذ سنوات. هل سنتمكن من إصلاح قطاع الطب النفسي حتى يتمكن عرض الرعاية الأولية من تلبية احتياجات السكان والتكيف مع تنوع الأمراض والمعاناة. إن عائلات المرضى والطاقم الطبي يلعبان دورا مهما وحيويا، نظرا لإلحاحهم المستميت، حيث أنهم يكافحون من أجل التكيف والحفاظ على نوعية الحياة اللائقة لأنفسهم ولأحبائهم الذين يعانون من اضطرابات عقلية: توقف المرضى عن أخد علاجاتهم، انخفاض متوسط العمر المتوقع للمريض المصاب بالفصام، الانتكاسات المؤلمة، زيادة خطر الانتحار
والسلوك العدواني وتعاطي المخدرات، فقدان الاندماج الاجتماعي والمهني، استنزاف الأسر، والشعور بالذنب، والمصاريف المالية، قلة الموارد البشرية… الضغط على المهنيين يؤثر على مردوديتهم، ارتفاع عدد ليالي الاستشفاء، وبالتالي زيادة التكلفة. مجموعة من الأساليب والأدوات التي توفرها البرامج العلاجية تحتاج للدعم واكتساب المهارات والاستثمار في برامج الصحة العقلية عن طريق
البحث العلمي والميداني.
توفر لقاءات التآزر والتضامن التي تنظم بالشراكة والتعاون مع جمعيات أخرى، ذات نفس الأهداف، لبناء فرق متماسكة وتوليد مواقف ملائمة للعمل معا والتعارف، والاستماع، والاحترام والتفاعل بطريقة هادفة لإعادة دمج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية. وبالرغم من الخطوات المهمة التي تم تحقيقها في إطار الاستراتيجيات الرسمية، فإن الصحة النفسية وخاصة مرض الفصام/
الشيزوفرانيا قد يؤدي إلى الانتحار.
في إطار هذا اليوم العالمي، يتم تحديد كيفية جعل الأفراد يلتزمون مسبقا مع الاستراتيجيات الحكومية تجاه هذه الفئة من المرضى. المهمة ليست سهلة، لكن العديد من القوى تعمل على نفس الأهداف المتمثلة في تحسين جودة نظام الوقاية والرعاية الأولية للصحة العقلية. إن الأشخاص الذين يعانون من المرض، هم فئة هشة تعاني الضعف، فمن المهم التكوين ومعرفة كيفية تقييم وتدبير ظاهرة الانتحار والاقلاع عن
الادمان، حيث أن البيئة التي يعيش فيها المريض لا بد لها من تكوين وتمرس مستمر. إن معرفة الوضعية الصحية النفسية العامة للمواطنين في جهتنا أمر مهم للغاية للقيام بأبحاث ميدانية وبحملات تحسيسية من خلال الإعلام ووسائل التواصل، إن المعاناة النفسية لها تأثير سلبي على المريض قد تؤدي إلى العنف اتجاه الغير أو اتجاه الذات: المضايقة، التوجه نحو الأخطار، الإدمان، الخوف، الانتحار. وكل هذا بدون وجود اضطراب نفسي بالضرورة. إننا نسعي في هذا اليوم إلى الخروج بتوصيات علمية متكاملة للنهوض بالصحة النفسية وبرفاه الفرد.