لا زالت تداعيات ما أصبح يعرف بمدينة مراكش بقضية إعدادية ابن زكري بالمحاميد ترخي بظلالها على المشهد التربوي بشكل جعل مجموعة من المنظمات الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني تدخل على الخط في منظر أساء إلى المنظومة التربوية ، وعرى سوء تدبير بعض مدراء المؤسسات التعليمية حتى أصبحت يشار لها بالبنان من طرف الخاص والعام ، بل أضحت موضع سخرية وعنوانا بارزا لتردي المنظومة التعليمية ببلادنا .
ففي الوقت الذي ترفعت فيه جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ الثانوية الاعداديه إدريس بن زكري ومعها الجمعيات الحقوقية عن التصعيد ولبوا طلبات الصلح التي تقدمت بها لجان شكلها مدير هذه المؤسسة من أجل استعطاف أسر التلاميذ المتضررين للتنازل عن شكاياتهم وطي هذا الملف بصفة نهائية ؛ تدخلت بشكل مفاجئ على الخط إحدى النقابات من أجل إعادة إشعال فتيل هذا الصراع الذي لا يهدف إلا لتلطيخ سمعة هذه المؤسسة من خلال الضغط على المدير الإقليمي واتهامه بالتقصير في ترتيب إجراءات جزرية في فعل نقابي بئيس يثير الإزدراء ولا يثير الإحترام ، ويبعث على الإحتقار أكثر مما يبعث على الكراهية .
ففي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العمل النقابي بالمغرب نجد مكتبا إقليميا لإحدى النقابات بمدينة مراكش يصدر بيانا (تتوفر الجريدة على نسخة منه ) ليلة عيد الأضحى المبارك بما ترمز له هذه الأيام المقدسة من قيم التسامح والتضحية والتآخي ، مبهما كله عموميات بدون تحديد لا وقائع ولا تشخيص الفاعلين في هذه القضية ، الشيء الذي فسره بعض المتتبعين للشأن التربوي المحلي بمحاولة ميؤوس منها لتحوير النقاش في هذه القضية وتغيير اتجاه بوصلتها بالضغط على المدير الإقليمي لاتخاذ قرارات يمكنها التأثير على السلطة القضائية خصوصا وأن قضيتين من بين ركام قضايا هذه المؤسسة التعليمية معروضتين على أنظار القضاء .
واستنادا إلى أبجديات العمل النقابي ، فمن البديهي التذكير بأن الإيديلوجية الحزبية والنقابية والأحقاد والصراعات الشخصية يجب تذويبها في تدبير ومعالجة القضايا والملفات المطروحة ، كما أن العمل النقابي النبيل يقتضي الدفاع والإنحياز إلى هموم ومعانات ومشاكل الشغيلة والعمل على حلها وتقريب وجهات النظر وإجراء الصلح إن اقتضى الأمر ذلك ، وليس بتحريض وإجبار الإدارة على الإسراع في إنزال العقوبات على الشغيلة .
وبحسب ما أفادت به جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ الثانوية الاعداديه إدريس بن زكري فإن سبب هذه المشاكل هي أخطاء تدبيرية قاتلة ارتكبها مدير هذه المؤسسة ، ووقفت عليا أول لجنة جهوية موفدة من طرف الأكاديمية لخصت فيما يلي :
1_ تسجيل حادثة العنف من طرف إداري حل بالمؤسسة لإجراء تدريب في حق تلميذ ، ( القضية معروضة على أنظار القضاء)
2_تشكيل المدير للجنة ذهبت إلى منزل أسرة هذا التلميذ مرتين من أجل انتزاع تنازل مقابل مبلغ مالي جمع عن طريق اكتتاب .
3_تحرش أستاذ مادة المعلوميات بإحدى التلميذات اليتيمة الأب والأم .
4_ التستر عليه من طرف المدير الذي عمد مرة أخرى على تكوين لجنة اجتمعت مرتين بمكتبه بحضور ولية امر التلميدة وممثلة عن المجتمع المدني لطي الملف حيث تقرر اعطاء رعاية خاصة للتلميدة وتفضيلها مما يتبت دلك كما أن الجمعية تتوفر على تسجيلات هاتفية من تلميدة اخرى تحرش بها نفس الاستاد وهي معروضة على القضاء ليقول كلمته .
5_حضور مجهول مكتب الحارس العام لمدة شهرين أخذ فيها معلومات شخصية عن تلميذات ثم اختفى من بعد .
6_حرمان التلاميذ من حصص الجمعية الرياضية لمدة سنة كاملة وهذا هدر للزمن المدرسي وغياب غير مبرر لمدة 166 ساعة .
7_استخلاص المدير لانخراطات جمعية الآباء والأمهات والأولياء مقابل وصولات مختومة بأختام إدارية مختلفة
8_ استغلال المدير لمكتب إداري وجعله خم لتربية الطيور والعصافير وسط المؤسسة .
ووفق نفس الإفادات فإن جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ هذه المؤسسة نظرا لنبش هذه النقابة في هذا الملف من خلال بيانها الأخير تطالب الاكاديمية بنتائج لجنة التقصي الموفدة من طرفها وتفعيل المساطر الإدارية بما يكفل ترتيب الجزاءات .