عبد الواحد الطالبي
ليس يحتاج نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال إلى الوقت وحده من أجل إعداد لائحة القياديين إلى جانبه الذين سيكسبهم التصويت في المجلس الوطني للحزب عضوية اللجنة التنفيذية، بل مزيدا من الدعم والمساندة من جهة القواعد في الفروع والأقاليم، ومن جهة صلاحياته إلى الجرأة والحسم لسد الطريق على التسلل ولقطع الطريق على كل مشبوه.
ولا عذر لبركة بعد إذ تهيأت له كل أسباب الحكامة الجيدة إن على المستوى الشخصي من حيث الكفاءة والأهلية والمروءة والمصداقية والنزاهة وإن على مستوى قانون الحزب الذي تم تعديله فمكن الأمين العام من صنع قيادة حزبية هو وحده يتحمل مسؤولية اختيار أعضائها ومحاسبته إثر ذلك على ما يفعلون.
ولا عليه في ذلك ترضية الخواطر بالتمثيلية التنظيمية أو الجغرافية أو النوعية أو بالأنساب… مما تم تجريبه والاحتكام فيه إلى كل أساليب الممارسة الديموقراطية تصويتا وتوافقا، ثم نتج عنه تهريب حزب الاستقلال وتهجير مناضليه ونسف قواعده وتسفيه مبادئه والتلاعب بقيمه وإفساده من داخله.
إن رهان بركة في ولايته الثانية التحلل من كل التزام تجاه أية جهة تنتحي وجهة غير التي ترتضيها مصلحة الوطن أولا بنخب سياسية مؤهلة بمرجعيات الفكر الاستقلالي لتواجه من أي موقع سواء في الحكم أو المعارضة، التحديات أيا ما تكون سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في الداخل أو من الخارج.
وأما أن يظل حزب الاستقلال على غرار واقع ما كان يعاب على الأحزاب الموصوفة إدارية، التي تحشر المنخرطين مثل ذباب الدمن في مقرات ما تفتأ تفتح في مناسبات الانتخابات حتى تغلق، لا رابط لهم بالحزب ولا صلة، والعاطفة تجاهه ميتة ليس من وشيجة غير ما يجنيه المنخرط من ريع وفيء، فإن ذلك ما لا يحمله المناضلون الاستقلاليون على عزيمة نزار بركة وعلى إرادته وشكيمته.
فعلى مدى العقدين الأخيرين عمل أعضاء في اللجنة التنفيذية منسقو حزب الاستقلال في الجهات على تصفية التركة الاستقلالية من المناضلين الأحقاق الذين يخوضون معارك الأفكار والرجال بالمواقف التي لا تتزحزح عن عقيدة علال وورثه من الماهدين الأول الاستقلاليين الخلص، وابتكروا نماذج التبع من ميليشيات انتخابية زاحفة الى مواقع القرار الحزبي والقيادة المحلية والاقليمية طموحها التسلل الى المركز العام.
وإنه موكول لنزار بركة الذي أجمع عليه الاستقلاليون في المؤتمر العام ال18 وفي القواعد أمينا عاما لحزب الاستقلال، أن يتحرى جيدا وأن ينظر لا إلى الشخص في ذاته بل إلى صدقه وإخلاصه مع الحزب في السعي ليظل الاستقلال ضمير الأمة، مؤمنا بفكر علال الفاسي وبالمرجعية والمذهب الذي يسنده؛ ملتزما بفضيلة النقد الذاتي متحليا بالاخلاق الحميدة مستعدا للتضحية والفداء بالدم والروح.
وما من حرج على أي أحد يكون عضوا في اللجنة التنفيذية إذا ما ارتضى المناضلون حسن أخلاقه وصفاء ذمته ونقاء سريرته وثبات مواقفه وقربه من الناس يتحلى بالإيثار وينشد مصلحة الحزب، وتلك عهدة نزار بركة وأمانة في عنقه وبين يديه وذاك هو الرهان.
فهل سيربح نزار بركة رهان الحزب الذي تطلع اليه جلالة الملك في رسالة التهنئة اليه بالولاية الثانية للأمانة العامة لحزب الاستقلال.