آخر الأخبار

مارادونا رمزا لوطن برمته

لااحد مثل مارادونا. لااحد ابدع مثلما ابدع في الميدان بتلقائية اللاعب القدم من ملاعب الفقراء وليس من صناعة في معامل تبحث عن الارباح.
مارادونا كان رمزا لوطن برمته، حتى ان هناك من ابتدع كنيسة باسمه في الارجنتين. ولانه عاش الفقر والهامش، فقد قاده وعيه الى الدفاع عمن انتجوه وشاركوه المعاناة والحرمان، والى اليسار ، ولانه عاش في ظل دكتاتورية رهيبة، فقد كان له ميل قوي الى الحرية، ولانه عاش تجربة مواجهة الاستعمار البريطاني لجزر مالفيناس الارجنتينية (المعروفة بالتسمية الانجليزية فولكلاند)، فقد كان طبيعيا ان يحضر الى مدينة العيون ويشارك في مباراة استعراضية لقدماء اللاعبين الدوليين مساندة لحق المغرب في استكمال وتعزيز وحدته الترابية، على الرغم من علاقاته مع كاسترو وشافيز وغيرهم من رموز اليسار اللاتيني الذين اخطاوا في حق المغرب وساندوا الموقف الجزائري من منطلقات ايديولوجية لا تستحضر الواقع، واقع دفاع الشعب المغربي عن وحدة وطنه وواقع كون اغلبية الصحراويين لا علاقة لهم بالانفصال والانفصاليين، ولا تاخذ بعين الاعتبار ان حسابات النظام الجزائري ابعد ماتكون عن ايديولوجيات اليسار وانها تعيد انتاج منطق خلفه الاستعمار في المنطقة واقامه على اساس ما سمي بالجزائر الفرنسية .
كلمة الشاعر الكبير محمود درويش عن مارادونا، يوم كان الساحر يلعب ويبدع ويتلاعب بالدفاعات، عميقة وتحمل احساسا ساورنا جميعا ونحن نشاهد العجب.

محمد نجيب كومينة /  الرباط