نور الدين عقاني
دخل وليد الركراكي بخطة جديدة و تشكيل أمثل : 4-2-1-3 تتحول ل4-2-3-1 .
ثبت وليد في حراسة المرمى ياسين بونو في تجاهل دائم للرائع منير المحمدي…حتى و إن كان بونو هو الرسمي فعلى الأقل وجب عليه إعطاء الفرصة لمنير في الوديات حتى يبقى جاهزا للمنافسة، لكي لا تتكرر سقطته بجنوب افريقيا.
أحدث وليد تغييرا دفاعيا بترسيم شادي رياض…لعب بسقائين محوريين مترابطين ريشاردسون و العزوزي…وضع أمامهما صانع الألعاب دياز…في الأطراف كان زياش و بن الصغير… رأس الحربة: رحيمي هذه المرة منذ البداية.
المنتخب الموريتاني الذي أغلب لاعبيه مجنسين لعب و كأنه يبحث عن بطاقة تأهل لمنافسة ما…و بيني و بينكم له الحق،يلعب كيفما شاء…تعليمات مدربه بدت واضحة: الانتشار الجيد ، تضييق المساحات ،تشديد الحراسة على مفاتيح اللعب ، سرعة الإرتداد للخلف عند فقدان الكرة, الاستماتة حتى آخر لحظة…ساعده في إنجاح خطته توفره على لاعبين أقوياء بدنيا و متحمسين أكثر من المعتاد.
لعب المغاربة كما رسم لهم المدرب: انتشار جيد،استحواذ على الكرة ، خلق فرص من الأطراف عن طريق التمرير داخل المربع برفعات جانبية من طرف اليافع الموهوب بن الصغير أو عطية الله يسارا ،او من طرف حكيمي و زياش يمينا…
كما اعتمد الركراكي على تسربات الزئبقي دياز لخلق البلبلة في معترك الموريتانيين أو لإصطياد أخطاء مؤثرة أو لتمرير بينيات متقنة للمهاجمين…
اجتهد اللاعبون في محاولاتهم لكن بدون فاعلية تذكر ،نظرا لغياب رؤية تكتيكية هجومية واضحة المعالم من المدرب أو للشطط في استعمال المراوغة بشكل مقزز.
رحيمي المعزول ، عمل كل ما في وسعه ليسجل ،لكن لم يتلق كرات صريحة كما كان حال الكعبي في لقاء أنغولا.
كعادته المنتخب المغربي يحاول اصطياد هدف السبق دائما في ربع ساعة الأول من الشوط الأول لكي يلعب بأريحية, لكن عندما يقابل بإستعصاء التسجيل يفقد التركيز و يسقط في فخ التسرع و اللعب الفردي…و بالتالي ينزل نسق المباراة.
في اللقاءين الأخيرين اتضح أننا نمتلك مواهب جيدة في كل الخطوط ،لكن المشكل في سوء توظيفهم في قالب جماعي مثمر و إيجاد أرضية انسجام مع بعضهم البعض خصوصا مع حاكمي المنتخب زياش و أشرف الذين أغضبا بتصرفاتهما الجماهير.
لنعط تقييما منطقيا للاعبين:
1- بونو : لم يختبر بالشكل الكافي ،عيبه أنه يجد صعوبات في التقاط الهوائيات العرضية و في سوء تقدير التسديد. ( 5نقط)
2- حكيمي: لاعب عالمي ،فقد بوصلة التألق مؤخرا… يرتاح عند الهجوم و يهمل مكانه أحيانا…يبالغ كثيرا في الإستحواذ على ضربات الأخطاء… يجد صعوبات في التمرير العرضي بشكل مدقق…يجب أن يبتعد عن الأنانية و عن استفزاز الحكام.(5 نقط)
3- عطية الله: أداء مقبول رغم عدم انتظامه مع فريقه.(6 نقط)
4- شادي رياض: مقابلة في المستوى الكبير ،انسجم بسرعة مع أكرد ، تموضع جيد و تغطية مثالية ،تدخلات في وقتها ،حاول التهديف عدة مرات.(7نقط)
5- نايف أكرد: القائد الحقيقي للمنتخب في غياب منحه الشارة ، صمام أمان الدفاع كعادته رغم نقص التنافسية.(8 نقط)
6- العزوزي: ربح للمستقبل ، ينقصه مدرب ليمنحه الثقة و الرسمية، جيد في الافتكاك و في التغطية و في الإرتداد ،مرونة في الحركة وفي سرعة الدوران.(7نقط)
7- ريشاردسون: عنصر الافتكاك و الربط و الضغط و المبادرة ،يستحق تجريبه عدة مرات لينال الثقة.(6نقط)
8- دياز: ميسي المغرب و ميسي الريال ،لاعب يتقن الإختراق و صنع الفرص و التهديف…مهارات الكونترول و المراوغة في مساحة ضيقة جدا و الانسلال عبر جحر فأر و التوجه مباشرة نحو الخصم لا نجدها إلا عند ميسي و بن عرفة و مارادونا و كرويف و الأقرع…دياز يستطيع اللعب في كل مراكز الوسط و الهجوم.(7نقط)
9- رحيمي: تحرك جيدا و لعب كما يعرف بدون تقييدات, ناور كثيرا ،خلق ثنائيات مع دياز و بن الصغير، استقبل كرات في مساحات ضيقة جدا لم يستطع أن يستثمرها للمراقبة الخانقة…يلزمه مباريات أخرى.(5 نقط)
10- بن الصغير: اليافع الجديد ،ربح للمستقبل ،له هامش من التطور أكثر في المستقبل.(6 نقط)
11- زياش: لياقة بدنية لا تتحمل أكثر من شوط…مهارات المراوغة و الإنطلاق الانفجاري منعدمة…اللهم إلا تمريرات على المقاس أو قذفات مركزة إذا لم يكن مراقبا…زياش يعيش في ثوب نجم منذ مدة طويلة و قد حان وقت استبداله رسميا بآخرين… عبء ثقيل في تسريع الهجمة و تسابق دائم نحو الكرات الثابتة.(5 نقط)
لا جدوى من الحديث عن البدلاء.
الخلاصة: 1) امتلاك الكرة بنسبة كبيرة ،من دون فاعلية هجومية و غياب خطة ضغط قوي على مثل هذه المنتخبات التي تركن للدفاع و التي تنهج نفس خطة وليد الركراكي في المونديال القطري…كل هذا يستدعي الإسراع بإيجاد بديل له منطقيا و لا تحاملا…بديل يحسن توظيف اللاعبين و يجيد السيطرة على النجوم.