محمد نجيب كومينة
َخسرت الوداد نهائي البطولة الافريقية للفرق البطلة بسذاجة، و يبدو ان المدرب الملتحق اخيرا بالفريق، بعد ثلاثة مدربين تم فصلهم، لم يكن قادرا على تدبير المباراة رغم تجربته الافريقية ولم تتوفر فيه الشجاعة المطلوبة للدفع باللاعبين نحو مرمى فريق الاهلي الذي لم يكن ذلك الاهلي الذي كان يصول ويجول في البطولة الافريقية فيما مضى.
وبهزيمة الوداد في النهائي تكون كرة القدم الوطنية ، على مستوى الاندية، قد خرجت بخفي حنين هذه السنة، بعدما تأتى لاندية الوداد ونهضة بركان الفوز بالبطولتين الافريقيتين في السنة الماضية ولعب مباراة السوبير هنا في المغرب.
ويمكن القول ان فشل كل الوداد و الجيش والرجاء في الفوز في البطولات التي شاركت فيها منطقي، لان اي متتبع للبطولة المغربية في السنة الجارية سيكتشف لا محالة انها كانت هزيلة ولم تتاثر بانجاز الفريق الوطني في مونديال قطر، بل ان عددا من الاندية عاشت تخبطا غير عاد بسبب نمط التسيير، ومنها الوداد، او تعرضت لتاثير سلبي جدا لمحيطها، وهذه مشكلة الرجاء الخطيرة على مستقبلها، او افتقدت للخبرة والمدرب المجرب، كما هو الشان بالنسبة لنادي الجيش العائد من فترة فراغ طويلة رغم توفره على احسن اللاعبين في البطولة.
ويلاحظ ان فرقا كالوداد والرجاء وغيرها قامت بانتدابات عشوائية مثلما اختارت المدربين بعشوائية ، وهو ما انعكس على رصيدها من اللاعبين القادرين على تمثيل الكرة المغربية احسن تمثيل، وذلك بعد اصابتها بالعقم فيما يتعلق بتكوين اللاعبين الشباب، والظاهر ان السماسرة باتوا، الى جانب من يرتبطون بهم في مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الرياضية المتردية جدا، يتحكمون في الانتدابات ومن يوجهون الجمهور، بحيث تجد الاندية نفسها متورطة في انتداب لاعبين غير قابلين حتى لملء كراسي الاحتياط و في مشاكل مالية وغيرها تقيدها على المدى البعيد، وهذه مشكلة لم تضع لها الجامعة حلا رغم اثارتها من طرفها في وقت سابق، والتلاعب بالبطائق في قطر، المعروض على القضاء حاليا، امتداد لهذا الفساد الذي نشط بعض السماسرة في نشره.
و لعل ما هو اخطر من هذا الفساد ومامن شانه ان يخلق كوارث كبيرة هو هذا الاستغلال السياسي للكرة، اذ اننا لو امعننا النظر، لاكتشفنا اننا بصدد تكرار سيناريو رايناه في الجزائر و قاد الى التدهور الخطير لكرة القدم بهذا البلد الجار.
اننا اذ نعتز بما انجزه فريقنا الوطني في قطر و بفوز الوداد ونهضة بركان بالبطولات الافريقية في السنة الماضية، وبالانجازات الرائعة للفريق الوطني لكرة الصالات و للفرق النسائية والسنية وقصار القامة والكرة السداسية ..، ونعتبرها انجازات مقارنة مع الفراغ الذي مررنا به لمدة طويلة، فانه لا يجب ان يغري ذلك البعض بنشر الاوهام و التضخيم، لان مايزيد عن حده ينقلب الى ضده، و لا يجب ان يستغله هذا البعض استغلالا سيئا من اجل اكتساب سلطة زائدة و خدمة مصالح خاصة بشكل غير مناسب وغير مقبول، حتى وان كان هذا البعض يقدم خدمات معتبرة للوطن في عدد من المحافل و نسانده على هذا المستوى بدون تحفظ، ولا يجب ان ندخل في عملية تاليه لهذا الشخص او ذاك، مهما كان حجم انجازه، كي لا نسيئ اليه و هو يقوم بواجبه في فترة زمنية محدودة بالضرورة.
اضافة الى ماسبق، يمكن القول ان شجرة واحدة لا يمكن ان تخفي غابة، ومن ينظر الى الرياضة الوطنية عموما سيكتشف انها في وضع لا يمكن ان يكون مرضيا الا لقصيري النظر وقاصري العقول، و الالعاب الاولمبية المقبلة ستظهر الحقيقة. ذلك انه باستثناء البطل البقالي، فان العاب القوى المغربية التي شرفتنا لزمن طويل توجد في اسوا حال و رئيس الجامعة لا يرى ذلك فيما يبدو و لا يرغب في تسليم الامر لمن يعرف الميدان، و كرة المضرب التي كنا حاضرين في بطولاتها الكبرى بابطال في مقدمة التصنيف العالمي اصبحت غائبة و لاحديث عن رياضات اخرى.
يقول المثل الشعبي: الزيادة من راس لحمق. و الحمق يحتاج الى العلاج.