آخر الأخبار

متاهة الإصلاح وتحديات المرحلة

إدريس المغلشي 

يبدو ان متاهة الإصلاح صنيعة بعض المستفيدين الذين اغتنوا من تلك المحطات الضائعة دون ان تحقق لمنظومتنا التربوية الأهداف المسطرة .الإشكال المعيق في منهجية التدبير لملف التعليم أن يجتر كثير من الخيبات دون ان نجد من يوقف النزيف .فهل نملك ارادة حقيقية للإصلاح ؟
في المغرب قدرنا أن نقع رهينة مسلسل لامتناهي للعديد من محطات الإصلاح دون نتيجة تذكر .والأفضع من ذلك أن يبقى متسببوهذه الاخفاقات المكلفةالتي ساهمت على التوالي في خسارة الزمن التربوي وفرص النجاح ومقدرات الوطن التي يؤدي ضريبتها المواطن . السؤال هل بأدوات فاسدة سنحقق الإصلاح المنشود ؟ لقد أصبح النقاش حول إصلاح التعليم بالمغرب على مر السنين مستهلكا وبلانتيجة تذكر بالنظر للعديد من المحاولات التي خرجنا منها بخفي حنين .السؤال الذي يفرض نفسه في مثل هذه المحاولات المتكررة والتي تطرح على جميع الأطراف ولم نشهد تغييرا في مواقع المسؤولية وبطبيعة الحال نحصد نفس النتائج السلبيةلنعيد مرة اخرى إعلان عن مرحلة جديدة من الإصلاح والتي هي بالضرورة اعتراف ضمني بالفشل مهما بالغنا في التكتم على النتائج الكارثية التي تصبح واضحة بلا مكياج ولا روتوشات .فالحقائق الصادمة تعري وافعنا التدبير يدفعنا بالضرورة لطرح سؤال مركزي هل نمتلك أولا ارادة للإصلاح ؟
ولكي نختبر هذه النوايا وهو دور تمليه علينا مسؤوليتنا الجماعية على قطاع يأتي في المرتبة الثانية بعد الوحدة التربوية ويهم مصير ومستقبل المجتمع بأكمله . لابد ان نبحث عن آلية لإثباث النجاعة وتحقيق الأهداف دون التشكيك في تلك النوايا .فعلينا ان نتحقق من وجود آليتين ضروريتين للوقوف على حضور الجدية والارادة من أجل الإطمئنان على المخرجات التي نطمح ان تكون ايجابية ومفيدة .الآلية الأولى التي تبدو ضرورية وتشكل قطيعة تفصل بين محطتين من التدبير الزامية وجود مرحلة تقييم من أجل بناء منهجية بديلة تستدرك الاختلالات وتجدد فرص ومحاولات المعالجة بتجاوز الأخطاء السابقة مع الأخذ بعين الاعتبار التزام المدبر بدفتر تحملات متعاقد حولها بعاملين اساسين التحفيز في حالة النجاح والمحاسبة وترتيب الجزاءات في حالة الفشل طبقا لمقتضيات الدستور المسؤولية المقرونة بالمحاسبة .الآلية الثانية هي قراءة واعية للمشاريع قبل تنفيذها مع ضمان إشراك الفاعلين فيها بتبني الديقراطية التشاركية وتوسيع التشاور حولها وبناء مقاربات تستحضر خصوصية بيئة التنزيل بعيدا عن سياسة الإسقاط البليدة والتي تستورد تجارب ناجحة في منطقتها الأم وهو عامل لن يكون ضامنا لنجاحها هنا .فلدينا خبراء تربويون متخصصون ولهم من الكفاءة والقدرة على رفع التحدي .لكن يبدو ان الموجودون بالمركز لايؤمنون بالفاعل التربوي المحلي .
ومن أجل فهم خلفيات الإصلاح التي تحرك الراكد في حقلنا التربوي وهل فعلا تمتلك الإدارة المركزية ارادة حقيقية للنهوض بقطاع التعليم كرهان دولة لايجب إخضاعه للتجريب ولاإلى المغامرةسنكتفي بإطلالة بسيطة على منهجية المنتدى الوطني للمدرس الذي لايعلم ميزانيته ولا معاييرانتقاء سواء المؤطرين ولا الأساتذة والأستاذات المستهدفين سيطوى الحدث بنفس تفاؤلي وأماني وأحلام مؤجلة وكيف سنحقق التحسيس والتأطير ليصل الإصلاح إلى القسم.لن نكون متشائمين لكن يبدو اننا سنحافظ على نفس الوضعية مادامت عقلية المركز غير قادرة على تحرير القطاع بتفويض اختصاصات حقيقية تمكن من رفع التحدي من خلال تعاقد بمشاريع مجالية بمؤشرات واضحة تحقق تنافس شريف خدمة للمدرسة المغربية العمومية.