محمد نجيب كومينة
الاستماع المتاني لما قاله وزير خارجية الجنيرالات المتسلطين على الشعب الجزائري الشقيق سيقود لا محالة الى الاستنتاج بان تطور ملف القضية الوطنية ميدانيا و قاريا وعربيا ودوليا، و بالاخص مند الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء و طرد الهمج من الكركرات و تحريك الجدار، قد ادخل الجنيرالات في متاهة و جعل قلقهم وتوترهم يتضاعفان اضعافا، لانهم يرون ان اعمارهم و امكانيات البلد وجهودها ذهبت هباء، واتخاذ القرارات تحت ضغط القلق والتوتر وتحت تاثير الشعور بالخسارة طبيعي ان يفضي الى حماقة. وقرار قطع العلاقات مع المغرب في هذا الوقت، وفي عالم اليوم، لا يمكن ان يتخذه عاقل يزن بميزان سليم، خصوصا وانه لن تترتب عليه اي خسارة للمغرب، الذي رد بهدوء وتعقل و ابقى الابواب، رغم كل شئ، مفتوحة.
الرئيس المعين من طرف الجنيرالات كان قد كشف المستور في و قت سابق حين صرح في لقاء صحفي بان المغرب “كلانا في افريقيا” ، و الان بعد فتح القنصليات في العيون والداخلة والاعتراف الامريكي واعتبار مقترح الحكم الذاتي هو الاساس الوحيد للتفاوض و ظهور عجز مليشيات الانفصاليين على العودة الى الحرب في ظل معطيات ميدانية تغيرت جدريا، فالطبيعي ان يشعر من عينوا تبون ان خسارتهم تتجاوز افريقيا الى العالم، حتى الازمة التي سعوا الى خلقها بين المغرب واسبانيا جنوا منها في النهاية خسارة، وتعويلهم على المانيا اوروبيا، بعد التقرير الذي كشف حالتهم المزرية، كالتعويل على حصان خاسر، لان المنطقة المتوسطية، والمغاربية على الخصوص، ليست من اولويات الالمان الحريصين على الجوار الشرقي اكثر من الجوار المتوسطي، و كل ما يقومون به في المنطقة المتوسطية حاليا، وبالاخص فيما يتعلق بالازمة الليبية، من باب الديبلوماسية العابرة التي يطويها النسيان بسرعة، خصوصا وان المانيا بلا امتدادات في المتوسط، بل وايضا بلا رصيد استعماري من قبيل الرصيدين الفرنسي والبريطاني، بعدما كانت قد خسرت مستعمراتها الافريقية عقب خسارتها للحرب العالمية الاولى، يسمع لها باستغلال شئ ما خارج البيع والشراء، و طبعا بلا قوة عسكرية او حضور سياسي وازن في الساحة الدولية، ولعل خروجها بخفي حنين بعد خطوتها غير المحسوبة ،عقب دعوة مجلس الامن للانعقاد بعد الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء، دال على حدود ما يمكنها القيام به خارج نطاق الاتحاد الاوروبي، وحتى داخله تبقى القوى المتوسطية الاوروبية وازنة سياسيا.