من المؤسف أن نسجل، وباستمرار، تزايد تسلط العديد من المتنطعين الذين ضاقت بوجودهم البليد العديد من محطاتنا الإذاعية الخاصة ببلادنا، والذين يصرون أن يجعلوا من أنفسهم منشطين في الحقل الإذاعي وهم ابعد ما يكون أصلا عن عالم الإذاعة بخصائصه ومكوناته، واجهل ما يكون أيضا بمجال التنشيط الإذاعي وبتقنياته ومواصفاته، واغلب هؤلاء لا يقرؤون فأحرى أن يدركوا خصائص المهنة، وأبعاد الرسالة المثلى المنوطة بالإذاعي الحق، ومن المؤكد أن وضعية هؤلاء المتنطعين تنعكس على مستوى العمل الإذاعي المتردي الذي أصبح يفرض على المستمع،تهريج في غياب الكفاءات المهنية، وغياب تصور يعكس لتدبير إداري فاشل، وغياب لبرمجة وجيهة تستوعب خصائص الوطن، أما الأصوات التي لا تصلح أساسا للأثير، والتي تمس بنشازها الذوق الرفيع لدى المتلقي، فاستحيي حقا أن اعلق… قطاع الإذاعة ببلادنا هو بحاجة إلى وقفة من أجل التصحيح لإعادة انطلاقة مهنية صائبة، وسأعود للموضوع وتدوينة أخرى ذات صلة، وقفة إجلال لرواد الإعلام الوطني الذين استطاعوا بالفعل أن يؤسسوا لمدارس لازالت وستظل قائمة ومشرفة للمشهد الإعلامي المغربي الشامخ.
احمد رمزي الغضبان / مراكش