محمد نجيب كومينة
َتصرف مجنون قرطاج الجنوني باستقباله الخادم الاخر لجنيرالات الجزائر استقبالا رسميا امتداد لسلوكه الجنوني داخليا، حيث يتجه الرجل ليس فقط الى ضرب مكاسب الثورة التونسية والتاسيس لدكتاتورية رديئة، بل والى هدم سيادة تونس و بيع تاريخها و تحويلها الى مجال تعبت به المخابرات الجزائرية، التي نزلت بكل ثقلها في هذا البلد وجيشت العملاء به درءا لخطر العدوى التي كان ممكنا ان تكون نتائجها اخطر لولا عياء الشعب الجزائري بعد عشرية سوداء ارتكب خلالها نظام الجنيرالات جرائم لا تغتفر في حق الشعب الجزائري.
تصرف مجنون قرطاج كشف عما لم يكن مستورا، اذ انه مستعد لتقديم اي خدمة لجنيرالات الجزائر مقابل تركهم له في موقعه يمارس جنونه في حق الشعب التونسي، مادام يعرف ان انتخابه هو نفسه جاء امتدادا للعبة المخابرات الجزائرية في تونس التي هدفت القضاء على دينامية الحياة السياسية و تولية دكتاتور خاضع وذو بعد واحد.
هذا التصرف المقصود، بل المفروض على دكتاتور جاء من الفراغ حاملا الفراغ، لا يمكن التعامل معه بلين، اذ يجب على الدولة المغربية استعمال كل الوسائل الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية والاعلامية المتاحة، وهي ليست قليلة، الكفيلة بتاديب رجل اساء الحساب، لانه يفتقد لاساسياته، و اضر بالعلاقات المغربية التونسية التي قامت مند الاستقلال على اساس الاخوة والتضامن والتعاون والتواصل. سحب السفير المغربي بتونس ليس الا خطوة واحدة يجب ان تتلوها خطوات اخرى محسوبة و يجب ان يرافقها مجهود اعلامي اتجاه التونسيين كي يعرفوا ماحدث وكيف حدث وما الذي جعل حدوثه ممكنا في هذا الوقت بالذات، وكيف ان الرئيس المفروض ان يحرص على كرامة تونس وسيادتها قد حولها الى “ولاية جزائرية” فعلا يتصرف في ديبلوماسيتها وسياساتها و قراراتها جنيرالات الجزائر والاجهزة المخابراتية التابعة لهم بشكل مهين.
علاقات المغرب مع اليابان لا تحتاج الى هكذا تمثيليات كي تكون جيدة و التعاون الثنائي بين المغرب واليابان له طرقه و قنواته و اليابان لا تعترف برئيس والو الذي شاء مجنون قرطاج اضفاء صفة رئيس عليه بامر ممن يتلقى منهم اوامره بشكل مكشوف ومدل و لا يليق ببلد له ارثه التاريخي المعروف مند القرطاجنيين.