تابعت الكلمة الاخيرة للمسؤولين الجزائريين السابقين المعروضين على المحاكمة قبل النطق بالحكم من خلال قناة بلادنا الجزائرية.
بكاء الوزير الاول سلال امام القاضي والكلام الذي صدر عنه مثير للشفقة. الرجل المهدد ب 20 سنة سجنا، لم يكتف بالبكاء فحسب، بل تحدث ايضا عن الموت.
بغض النظر عن سياق المحاكمة، التي يبدو ان احكامها ستصدر عشية الانتخابات الرئاسية التي يرفضها عدد كبيرمن الجزائريين ويعتبرونها تدويرا لعناصر النظام نفسه، فانها تحمل رسالة لكل من غرته السلطة ودوخه النفوذ. نهاية ماساوية لاشخاص كانوا يعتبرون انفسهم فوق القانون وفوق البشر ويرون ان ما وقع للاخرين لايمكن ان يطالهم.سلال كان لايتردد في الاستهزاء من معارضيه وكان يرى نفسه رئيسا لو لم يشا بوتفليقة الاستمرار في الرئاسة حتى الموت.وبدل قفشاته المعروفة، ولغة الفقاقير، فقد كانت الدموع وطلب الرحمة.
او يحيى، الذي صنعت له المخابرات حزبا وحكم مع بوتفليقة اغلب الوقت كوزير اول وكرئيس ديوان الرئيس ، حاول ان يظهر بمظهر مخالف لسلال، واكتفى بالقول انه بر يئ، لكن علامة الانهياركانت بادية عليه.
كيف سيكون شعور بوتفليقة، ان كان لايزال في وعيه، وهو يسمع الشارع يدينه ويدين فترة حكمه، وكل الذين كان يسخرهم وفق مشيئته يتبراون منه، ومساعدوه يحاكمون بامر ممن نصبه نالئبا له في وزارة الدفاع ومكنه من قوة جعلته يصفي حساباته مع اخيه. سيشعر لامحالة ان لعنة حلت به وان الكرسي الذي سعى اليه بكل الوسائل الخبيثة والتصق به لما جلس عليه كرسي ملعون وورطة في النهاية. لم يكن بمقدوره ان يرى الاتي، فالسلطة تعمي، والاحساس بالعظمة الذي كان يحس به لدى مناداته ب”فخامته” دوخه.
مارس سياسة الحقد فجنى الحقد.
محمد نجيب كومينة / الرباط