إدريس الأندلسي
من الجحود عدم الإعتراف بما حققته بلادنا من إنجازات في مجال النقل السككي. لدينا محطات كبيرة في أغلب المدن بقدرة استعابية كبيرة. و لدينا قطار سريع يربط بين الدار البيضاء و طنجة و قطارات الاطلس التي يقطع جلها مسافات مزدوجة السكك الحديدية. كما أن القطار السريع الذي سمي عند انطلاقته بعويطة لا زال ينقل يوميا عشرات الآلاف من المسافرين بين البيضاء و القنيطرة. و رغم أزمة الكوفيد ظل القطار يلعب دوره و يعبر آلاف الكيلومترات.
قد نتجاوز في سنة 2022 بكثير عدد المسافرين الذي تم تسجيله، رغم الجائحة الصحية في 2021. سوف يتعدى العدد 40 مليون مسافر. تحسنت الخدمات داخل القطارات و المحطات و حتى على الفضاء الأزرق. كثير من المسافرين أصبحوا يحملون بطاقة سفرهم على هواتفهم بعد أن دفعوا تكلفتها و هم في بيوتهم. و لا يمكن، بالطبع، نسيان ضعف شبكتنا التي لا زالت بعيدة عن مدن مثل العيون و الداخلة و أكادير و الصويرة و العرائش و بني ملال و غيرها من المدن و المراكز الحضرية. الأمر يحتاج إلى استثمارات كبيرة و لكن الأمر يكتسي طابع الأولوية في البرمجة نظرا للتأثير الإقتصادي للقطار على كل الجهات.
و يظل إلتزام المواطن و كل المهن المرتبطة بالقطار اساسيا للرقي بأسلوب سفرنا عبر القطار. هناك ظاهرة تحتاج إلى تعامل صارم سلطات الأمن. هذه الظاهرة هي ما يتعرض له المسافرون بعد وصولهم و خروجهم من المحطات. يجدون كثيرا من الفوضى يحدثها بعض أصحاب الطاكسيات أمام ضابط وحيد. يعترضون المسافرون و يأمرونهم بالجلوس في الطاكسي و يتركهم ينتظرون إلى أن تمتلئ كل الكراسي. و كل هذا أمام أنظار من هم مخول لهم فرض النظام أمام محطات القطار. و لحسن الحظ أن جزءا مهما من السائقين المهنيين يرفضون ممارسات ما أصبح يسمى “بالشناقة ” في مجال النقل بالطاكسي و يطالبون بتكثيف المراقبة على من يمارسون بعنف سلوكات غريبة في مهنة شريفة. و على المواطنين رفض هذه السلوكات و اللجوء إلى الشرطة المتواجدة بمحطات القطار. المواطن مطالب أيضا بإحترام حقوق الآخرين و الجلوس في المقاعد المخصصة لهم و عدم ادعاء الجهل بالشيء و احتلال مقاعد غير مقاعدهم سواء بالدرجة الأولى أو الثانية و كذلك الحرص على نظافة قطارهم