قرار مجلس الشيوخ الذي يحمله مسؤولية تقطيع خاشقجي بالمنشار سينتقل إلى مجلس النواب ليصير بعد ذلك قانونا. ويستحيل أن يستعمل ضده ترامب الفيتو وإلا وجد نفسه في حيص بيص .
دخول القانون إلى حيز التنفيذ يعني وضع محمد بن سلمان في لائحة سوداء ومنعه من الدخول إلى الولايات المتحدة وعدم التعامل معه، وهذا مايجعله غير صالح لحكم بلد يرتبط بالولايات المتحدة ارتباطات متعددة، تؤطرها اتفاقية كوينسي عندما كانت الولايات المتحدة تعتمد على البترول السعودي وتستقبل الأموال المترتبة عن تصدير الخام السعودي، وغير صالح لوراثة العرش السعودي مادام بقاء آل سعود في الحكم رهينا بالحماية الأمريكية كما أكد ذلك ترامب.
الولد الذي تجبر وطغى واعتقد أنه قادر على شراء الولايات المتحدة ورئيسها بمئات المليارات، لم يسعفه ذكاؤه لكي يفهم أن 11 شتنبر 2001 تبقى حاضرة بقوة في وجدان الأمريكيين كافة وأن النظام السعودي لايتوفر على أي صديق حقيقي في الولايات المتحدة، وأن بشاعة جريمة قتل وتقطيع معارض، مقيم في هذا البلد الديمقراطي، يستحيل أن تجد من يغامر بالدفاع عليها حتى ولو أعطوه ثروة 800 أمير سعودي الذين يوزعون فيما بينهم ثروة البلد بحسب ميزان القوى فيما بينهم.
الشعب اليمني الذي عانى من غلو ونزق الحكام السعوديين في السنوات الآخيرة حقق شيئا مهما ليس فقط بقرار مجلس الشيوخ المتعلق بوقف دعم الحرب في اليمن، لأن الأمر يتعلق بتحصيل حاصل الآن، بل بانهيار مشعل الحرب محمد بن سلمان الذي قد تكون له تداعيات أكبر في السعودية، معقل الرجعية في أسوأ تجلياتها.
لكنه لابد من الإشارة في هذا السياق أن ما سيحدث في السعودية ستكون له تداعيات على مجموع دول الخليج والأسر الحاكمة هناك، وأن الإخوان المسلمين في تركيا الذين جعلوا من سقوط بن سلمان هدفا لهم، بشكل معلن وصريح، لن يكونوا مستفيدين من هذه التداعيات، وربما قاد بحث دولي في قتل خاشقجي إلى الكشف عن كونهم كانوا مشاركين بترك القتلة يدخلون ترابها الوطني ويقومون بفعلهم االإجرامي المسجل بالتفصيل من طرف المخابرات التركية التي تراقب القنصلية السعودية وعدم التدخل لانقاذ شخص في مواجهة خطر، وسيكتشف العالم كم كانوا خبيثين لحظة ارتكاب الجريمة وبعدها من خلال الاستغلال السياسي والإعلامي ضد خصم بليد
محمد نجيب كومينة