“أخبروني أن الحسن الثاني يريدني أستاذا في المدرسة المولوية وكان شرطي لقبول الطلب أن يتم إعفائي من الطقوس الملكية فأنا لست مسؤولا عند الدولة لكي أُرغم عليها فقط سأقوم بمهمة التدريس كباقي أفراد أسرة التعليم فقبلوا طلبي هذا وكان لي الشرف في تدريس ولي العهد محمد السادس فإغتنمت الفرصة من خلال وضعيتي هذه فأرسلت طلب للحسن الثاني بإقحام اللغة الأمازيغية في مؤسسات الدولة وخاصة المحكمة والمستشفى والإدارات ومراكز الدرك والأمن لتسهيل التواصل مع المواطنين الناطقين بالأمازيغية فلم أتلقى أي جواب على ذلك….ذات يوم عينني الحسن الثاني لقيام بدراسة ميدانية بين المدارس العتيقة والحديثة وأي منها لديها أهمية كبرى لدى الأجيال اللاحقة فرفعت إليه التقرير بكل حيادية وقلت له أن المدارس العتيقة متجاوزة وتكرس الخضوع في الأطفال وتقبل الأمور كما هي دون أن يكون لهم أي رأي فيما يدرسون لكن كان للحسن الةاني رأي آخر فرغم هذا التقرير أصر على خلق المزيد من المدارس العتيقة….بعد بضعة أسابيع قدمت إستقالي بكل شجاعة وتفرغت لتهيئ معجم أمازيغي أخد مني سنوات وسنوات كما تفرغت لجمع مقالات تاريخية تخص الأمازيغ في كتاب ثلاثة وثلاثون قرن من تاريخ الأمازيغ كما تفرغت لتأليف كتاب الدارجة المغربية مجال توارد بين الأمازيغية والعربية وهذا الإصدار رفعت نسخة منه للمؤسسة الملكية…بعد نضال طويل تم تعيني رئيسا للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ولم أكن أرغب في راتب شهري للقيام بعملي بل كل ما كنت أرغب فيه هو إستغلال إمكانيات المعهد لتأطير وتهيئ اللغة الأمازيغية والدفاع عن حقوق الأمازيغ لكن بعد بضع سنوات لم أجد حريتي الكاملة لكي أشتغل بهدوء وبدون إملاءات أو مضايقات فقدمت إستقالتي والآن أعيش آخر أيامي بمنزلي وفقدت بصري وضعفت قواي لكنني سعيد لكوني تركت أرشيفا مهما للأمازيغ فقد أخذ مني ذلك سنوات طوال…فختمت مساري بقولتي هذه الأمازيغ رجال حرب وحرب هذا الزمان بالعلم فلابد أن نتعلم. ”